د. أحمد ابو غنيمة يوجة رسالة للوكيل: فلتقل خيراً او فلتصمت !!!!

 

اخبار البلد - اتوجه بهذا النداء للإعلامي محمد الوكيل، الذي يبدو انه انضم بقصد او بغير قصد إلى جوقة المطبلين والمزمرين للنهج الحكومي في التعامل مع الرأي الآخر، استناداً إلى ما استمعت إليه صباح يومي الأحد والأثنين على برنامجه الصباحي الذي أحرص دوما مع أبنائي على الإستماع إليه لما يحمله من نبض الشارع الأردني والأغاني الوطنية التي أطرب ويطرب لها أبنائي.

الأخ العزيز محمد الوكيل، لم يترك مفردة مسيئة إلا واستعلمها ضد شباب 24 آذار الذين طالبوا بتسريع الإصلاح السياسي السلحفائي الذي تقوده حكومة البخيت، فتارة يصفهم " السوسة " وتارة يصفهم بأنهم لا يشكلون سوى واحد بالمائة بالمائة من أبناء الشعب الأردني !!!!

اخي محمد،

في الوقت الذي ينبغي فيه أن ترتفع الأصوات لتهدئة النفوس بعد الهجوم الوحشي والمبرمج الذي ارتكبه البلطجية والزعران برعاية رسمية لا تخفى على أحد بحق الشباب المسالمين في دوار الداخلية والذين طالبوا كما يطالب الشعب الأردني بتسريع وتيرة الإصلاح السياسي وخصوصا بعد الرسالة الملكية الغاضبة لحكومة البخيت لتباطؤها في الإصلاح السياسي، كان من المفترض فيك وانت الإعلامي المتمرس أن يكون برنامجك لتهدئة النفوس لا لتجييش الناس ضد هؤلاء الشباب المسالمين.

شباب 24 آذار وفئات كثيرة من أبناء الشعب الأردني الذين يطالبون بالإصلاح ليسوا بأقل وطنية وانتماءً لهذا البلد وترابه الغالي من اؤلئك الذين يعتقدون ان من حقهم أن يهتفوا للملك بألسنتهم ويقذفون الشباب بالحجارة بأيديهم، ولا أعتقد أنك تخالفني إذا قلت أن من يهتف لملك البلاد لا يجوز له ان يشتم أعراضنا ونسائنا وبناتنا بالصورة المسيئة التي صورتها عدسات الكاميرات !!!! الولاء للملك لا يكون باعمال البلطجة وسفك دماء الشباب المسالمين وقذف محصناتهم وأعراضهم !!!!!

أخي محمد، انا متاكد انه لم تصلك الصورة الحقيقية لشباب 24 آذار، فلو وصلت الصورة الحقيقية لإعتصامهم لعلمت أنهم هتفوا للملك وللأردن ولوصفي التل وللوحدة الوطنية ولمحاربة الفساد وللإصلاح السياسي في نفس الوقت الذي كان فيه البلطجية والزعران يشتمون اعراضهم وشرفهم !!!!

ولو وصلتك الصورة الحقيقية لعلمت بأن حركة السير لم تتأثر بتاتاً في وقت إعتصامهم ، ولم تتعطل مصالح الناس مطلقاً وهذا كان بجهود إخواننا من رجال السير الذين حرصوا على أن يعبّر الشباب عن حقهم في الإعتصام السلمي دون أن تتعطل حركة السير، والفترة الوحيدة التي تم فيها إغلاق الطرق المؤدية لدوار الداخيلة كان في اللحظة التي حسمت الحكومة أمرها بإنهاء الإعتصام السلمي منذ ظهر يوم الجمعة أمام حركة السير عدا السماح للبلطجية والزعران للدخول إلى منطقة الدوار للقيام بالدور المطلوب منهم بالتنكيل بالمعتصمين تحت إشراف وزير الداخلية ومدير الأمن العام الذين شاهدوا الجريمة ترتكب امامهم ولم يحركوا ساكنا !!!! بل وأنهم بعد فض الإعتصام بالطريقة الوحشية والهمجية لا بد وأنهم تابعوا احتفالات البلطجية والزعران مع بعض قوات الدرك بتحرير دوار الداخلية من " الخون " كما اطلقوا عليهم !!!!

لأ أطلب منك ان تتوقف عن تجميل ما حدث وإلقاء اللائمة على شباب 24 آذار، هذا الشباب النقي الطاهر الذي اجتمع لمصلحة الوطن وليس للضرر به، فهذه السياسة أنت تقررها أو لا تقررها في برنامجك، بل أطلب منك أن تسخّر برنامجك الصباحي في تهدئة النفوس، لأن الحقيقة الماثلة أمام أعيننا أن هناك جريمة وقعت وهناك دماء سالت وهناك عظام كُسّرت وهناك غضب شديد من المعتصمين للتعامل معهم بهذه الطريقة الوحشية والهمجية.

أخي محمد، أدعوك ان تكون صوت التعقل في زمن غياب التعقل عن الإجراءات والتصريحات الحكومية المستفزة والتجييش الأخرق الذي تقوده بعض الأجهزة وكتاب التدخل السريع.

أدعوك اخي محمد، أن تحافظ على برنامجك لخدمة الوطن مستشهداً بقول سمو الامير الحسن " علينا أن نفهم أننا جميعا في قارب واحد من كافة الأصول، لقد تهنا بين الأصيل والدخيل مع أننا جميعا أتينا من الجزيرة العربية "، وألا تنصر فئة دون اخرى، فكلنا للوطن نفديه بأرواحنا ولا نقبل المزايدة في ولائنا من أحد أي ما كان، فشباب 24 آذار لم يسرقوا خيرات البلد ولم يساهموا في خلخلة اقتصاده وليسوا هم أصحاب المنافع والإمتيازات والرواتب الخيالية التي أرهقت ميزانيتنا وادخلت أيدي الفاسدين إلى جيوب المواطنين اولا بأول.

 

أذكّرك ونفسي بحديث رسولنا ( ص) عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ) رواه البخاري ومسلم .