عبد الكريم الكباريتي وحكمة 2011 سياسة بثوب الاقتصاد
أخبار البلد - كعادته في توصيف ووصف الحالة وتشخيصها وفقا للمقاييس السياسية والفكرية أبحر عبد الكريم الكباريتي في وصف المرض بعد أن شخص العرض وكتب "الروشته" لعلها تصرف من صيدلية الوطن فتكون الدواء لهذا الداء .. الكباريتي اكبر من بنك وأكثر من سياسي فهو مفكر من طراز خاص وسياسي مزج الاقتصاد بالفكر بوصفة كيميائية مصرفية بنكية حدد من خلالها ملامح الصورة والمشهد ... لم يغب عن المشهد لأنه جوهر الصورة والإطار الذي رسم بخبرته وحنكته وتجربته القول المأثور الذي يتعاطاه السياسيون دوما باعتباره قول مقتبس من رجل بمستوى هذا المصرفي الذي ينتقل بين حبال السياسة وخطوط الاقتصاد وأبجديات الوطن وثورة الأمل والفكر المتجدد القادم من الحالة الأردنية والحالة العاطفية التي عاشت به وعاش بها فسكنته ولا تزال ...
الكباريتي عميد المصرفيين ورئيس مجلس إدارة البنك الأردني الكويتي قدم معلقة سياسية وطنية بكلام موجز ومختصر باجتماع الهيئة العامة الخاصة بالبنك فمن سوداوية الصورة المظلمة أو التي تعيش ضبابية في هذا الوقت كان متفائلا بالرقم الذي توقعه فحول تلك الصورة أو قرأها بشكل مختلف قال كلام سياسيا مهما وضروريا أمام نخبة من رجال المال والأعمال وما أصعب أن تخاطب رجل المال بلغه السياسة لكن الكباريتي الذي يعرف أن بوابة السياسة مربوطة بمفتاح الاقتصاد أو العكس لكن هذا لا يهم إذا من كان يصنع الباب ويملك المفتاح شخص من طراز أبو عون الذي وصف الحالة وما يجري في المنطقة برؤية ونظرة مختلفة قليلا بالشكل كثيرا بالجوهر فقال كلاما على شكل حكمة وقول مأثور يجب أن يكون معلقا بين الدور محفور على السطور قائلا الثورات لا تحدث بسبب الفقر وإنما بسبب القهر وأضاف الثورات لا تحدث بسبب الكساد وإنما بسبب الفساد وقال الثورات لا تحصل من السلطة لكن من التسلط .. هذا الثالوث الذي به ودق ناقوس الحذر والخطر معا باتجاهه الذي اعتبره محرك وعاملا مساعدا للثورات " القهر والفساد والتسلط " وليس الفقر والكساد والسلطة فهناك فرق كبير بين الفقر والقهر بين الكساد والفساد بين السلطة والتسلط فقد تعيش فقيرا لا مقهورا تعاني من الكساد لا ضحية للفساد تتعايش مع السلطة لكن أبدا أن تقبل التسلط هذه الحالة العامة والصورة بشموليتها والواقع كما كان فسقطت أنظمة جراء ذلك بالقرب منا وفي منطقتنا أما نحن في الأردن فالكباريتي يسترسل في الوصف والتشخيص بعد أن كشف الداء وقدم روشتة الدواء قائلا في الأردن " لا يوجد عندنا قهر ولا يوجد تسلط ولكن " شوية فساد فالفساد من وجهة نظر الكباريتيي " وجود صلاحية بدون مسؤولية أو وجود أصحاب صلاحية بلا مسؤولية فهذا أصل الفساد عبارات تختصر الحكاية وجمل تنذر في البداية ومعاني لا تحتاج إلى مقدمات أو خواتيم على شكل نهاية نحن إلا كما يقول الكباريتي بصدد المعالجة وكلام القائد واضح تماما .. وقال الكباريتي " نأمل أن يعلم كل من تسول له نفسه أن يكون طرفا في قضية فساد انه سيكون تحت المسألة القانونية مهما كان موقعه " فلا حصانة لفاسد ولا أحدا فوق القانون فزمن اللفلفة ولى إلى غير رجعه وحان وقت الحساب والعقاب
الكباريتي وأمام الجميع قدم شرحا مختصرا مكتظما عن ماهية الفرق بين السياسة والتجارة وهو الأقدر والأكثر معرفة بماهية هذا الفرق ويقول في التجارة تكون المعايير الذي تحكم هي معايير الربح والخسارة أما في السياسة فلا تحكمها الفهلوة والشطارة " قاصدا معايير القانون والعدالة والأسس العامة لتحقيق هاذين الشرطين فهل يفهم التجار والسياسيين ماهية هذه الفروق والخطوط الفاصلة والحواجب الحاجزة في أن تكون سياسيا بامتياز أم تاجرا باحتراف فالتجارة دائما في ميزان الربح والخسارة تتعامل مع الرقم كدلالة إحصائية أم السياسية فهي أسمى وأرقى لأنها القانون والعدل هذا ملخص حكمة الكباريتي لعام الثورات وعام السياسيين فهل نقرأ ما بين السطور