مزاج الأردنيين.. خوف.. كآبة.. ترقب. هل يتحسن؟

يبدو المزاج العام في البلاد في طريقه إلى التحسن باستثناء معضلة ستبقى جاثمة على صدور الأردنيين تتمثل بالوضع الاقتصادي والمعيشي لغالبية المقيمين على هذه الأرض الذين ما زالوا يتحدثون عن وعود لم تستطع أن تحققها أي حكومة وأهمها الفقر والبطالة، غير تلك المتعلقة بالانتخاب والمسار السياسي بشكل عام. وإذا كانت مؤشرات الدبلوماسية تشي بعودة البوصلة إلى اتجاهها الطبيعي العربي ما يشيع الطمأنينة لدى كثير من الناس، وبخاصة إذا كان هنالك مراجعة حقيقية لمواقف سابقة أثبتت بحكم التجربة والمنطق أنها كانت خاطئة وليس أخيرا تجاه مصر وإيران، فإنه مطلوب مزيد من ذلك التصحيح على الأقل بما يتعلق بالشأن الداخلي وإعادة ترتيب الأوراق.
أكثر من أربع سنوات مرت على ما عرف بـ»الربيع العربي» وشاهدنا نتائج متضاربة وأخرى متناقضة ومخلفات كانت غير متوقعة، في نفس الوقت فإن الثمن كان لا بد أن يدفع عاجلا أم آجلا والأهم وجود الإرادة الحقيقية لاستئناف المسير نحو ديمقراطية وعدالة ورفاه لمجتمع خال من الفساد والمحسوبية.
ذلك ليس من التنظير بجانب، فمراجعة سريعة للوضع المحلي الداخلي يمكن ملاحظة حالة الترقب للأوضاع الإقليمية في المنطقة وتأثيراتها على الوضع الداخلي فإغلاق الحدود السورية والعراقية أمام انسياب السلع أمر خطير ويحمل في طياته كثيرا من التساؤلات إن كان الوضع سيستمر لفترة طويلة.
أما الوضع الاقتصادي فأقل ما يمكن القول إن أكثر من نصف العاملين وذلك بحسب بيانات رسمية يتقاضون رواتب بين 300 و500 دينار، والكل يعرف أن تلك المبالغ لا تكاد تكفي القوت اليومي من مأكل وملبس فكيف يمكن مواجهة كلف التعليم والعلاج؟
اليوم يضاف موضوع إنفلونزا الخنازير إلى المخاوف السابقة، فكيف يمكن للمسؤولين أن يقدموا النصيحة بشكل شفاف وصادق دون التأكيد كل مرة أن المرض مجرد إنفلونزا موسمية ونحن نشاهد كل يوم وفاة، وبالأمس كان هنالك أول إصابة لطالبة في مدرسة خاصة وهل سيتحول الموضوع إلى أزمة وبلاء؟
الأوراق اختلطت فبين انتظار لمساعدات وكانت تصريحات رئيس الوزراء عبدالله النسور لاول مرة إيجابية في هذا الجانب عندما أكد أننا سنعتمد على الذات ولن ننتظر الإمدادات من أحد، في نفس الوقت كيف يمكن تفسير تجاوز الدين العام حاجز الــــ21 مليار دينار، وكيف يمكن تفسير قيمة خدمة الدين وحدها التي تقارب المليار.
بالأمس ألغت السفارة الأمريكية في عمان تحذيراتها السابقة التي كانت وجهتها لرعاياها في الأردن بعدم التوجه للمراكز التجارية الكبرى، ذلك إيجابي لكنه لا يكفي كون المخاطر ما زالت موجودة، وهو ما ذكرته السفارة نفسها عندما قالت في بيان إن «الجماعات المتطرفة ما زالت تستهدف المدنيين والسياح وإلغاء التحذيرات لا يعني عدم أخذ الحيطة والحذر ومغادرة أي مكان غير مريح». إذا بشكل عام فإن مزاج الأردنيين.. خوف.. كآبة.. ترقب. هل يتحسن؟