أوباما وقادة الخليج

لأنّ الكلام للرئيس الأميركي باراك أوباما، فهو يحمل أهميّة كبيرة، ونظنّ أنّ القيادات الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي ستأخذه على محمل الجدّ، وتدرسه، لأنّ واشنطن حين تعلن موقفاً فهي تهيئ الأرضية اللازمة لسياسات معيّنة.
أوباما قال بالحرف الواحد: إن أكبر خطر يتهددهم (دول الخليج) ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم.
واشنطن كانت تلمّح، منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر، بعدم رضاها عن السياسات الداخلية لدول الخليج، ولكنّها الآن تقول كلاماً صريحاً تحمّل فيه هذه السياسات مسؤولية ظهور التنظيمات المتطرفة، ومن لسان أوباما نقتبس أيضاً: ينبغي على الولايات المتحدة أن تتساءل: كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم شيئاً آخر يختاروه غير تنظيم داعش.
توقيت هذا التصريح مهمّ، أيضاً، فدول الخليج منشغلة بشكل مباشر في حرب اليمن، وبشكل غير مباشر بسوريا والعراق وليبيا، وخزائن الأموال تُفرغ حمولتها لهذه الأسباب العسكرية، ولانهيار أسعار النفط المتوقع أن يتواصل بعد عودة النفط الايراني إلى الأسواق.
على هذه الأرضية، يقول أوباما إنّه سيدعو قادة مجلس التعاون الستّ قريباً إلى قمّة في كامب ديفيد، ويعترف أنّ مهمته ستكون صعبة في إقناعهم بتغيير سياساتهم الداخلية، وهذا بحدّ ذاته إعلان واضح عن تغيير في استراتيجيات واشنطن في المنطقة.