مقال الفشل ... والغباء !!!


يعتبر العلماء بان فشلهم هو بمثابة نقطة بيانات بسيطة ستساعدهم في طريقهم للوصول الى الاجابة الصحيحة في النهاية اي ان الفشل هو الكلفة التي عليك ان تدفعها لتصل الى الصواب والفشل هو حقل لتجارب الواحد منا واصلاح لمنحنى حياتنا ويعرف رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل النجاح فيقول (( النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل الى فشل دون ان تفقد حماستك وكأنه جعل من الفشل اصلاً من اصول النجاح لا يتم الا به فالفشل والاخفاق دائما يكون قريب من الشخص الذي ينشد التغير فالحياة ما هي الا مجموعة تجارب ورسولنا الكريم ( صلى الله علية وسلم ) يحمسنا دائما قائلا (( الاعمال بخواتيمها )) والعبرة بالنهاية والفشل كما يقع على الافراد فهو يقع على الجماعات والحكومات والمؤسسات والاحزاب والتنظيمات ومن أهم مخاطر الفشل هو ان نستسلم له فنقع في الاحباط واليأس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال هلك الناس فهو اهلكهم انها نفسية القاعدين المحبطين اليائسين والمحبط واليائس لا ينتج فالفشل يعتبر مجرد فترة مؤقته حيث ان المؤسسات او الحكومات وغيرها يستفيدون من الفشل ليتعلموا ويتعرفوا على نقاط الضعف والقوة ومكامن الخطأ والصواب ويحولونه الى دروس وعبر لتحقيق النجاح هناك شباب يفشلون في الدراسة وهذا ليس معيار دقيق لقياس النجاح مثلاً اينشتاين لم ينجح في الدراسة لكنه اصبح عالماً مشهوراً غيَّر من حياة البشرية بأفكاره واختراعاته كذلك بيل غيتس قرر التوقف عن الدراسة بجامعة هارفرد وهو الان يلقب بأغنى رجل بالعالم بسبب توصله لتطوير مشروع ميكروسفت مع صديقه بول آلن حيث بعد ذلك كرّمته جامعة هارفرد بشهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف اما الشاب ستيف جوينر لم يكمل دراسته بسبب الظروف المادية لاسرته فقام بتطوير برامج ما يعرف الان بشركة ابل ( Apple ) اما مارك فكان هدفه من انشاء ( Facebook ) الفيسبوك هو زيادة اواصر الجسور الاجتماعية بين طلاب جامعة هارفرد وسرعان ما اخذ الموقع بالانتشار بين طلاب الجامعات الامريكية فترك الجامعة وطور مشروعه مع شركة جوجل والان ثروته 4 مليارات دولار كذلك هناك حكومات تقوم بمراجعة شاملة لمسيرة عطاءها وقراراتها والقوانين التي تقرها ومدى انعكاساتها الايجابية او السلبية لتصحيح المسار نحو ما يخدم الوطن والمواطن اي ان هناك باستمرار تقييم للأداء لتصويب الاداء لا ان نستمر بالسير بالمسار الخاطيء فالمتغيرات والازمات كثيرة وسريعة ولها الكثير من المحاذير التي يجب ان لا تنعكس سلباً على المواطن .
اما الغباء فيعتبر حالة مزمنة تقود الشخص للفشل مرات عديدة ومتتالية والغباء نقص في الذكاء والفهم او ادراك الشخص للمعنى الحقيقي للامور وقد يكون الغباء حالة عامة ومطلقة في كافة الامور وهذا النوع بالغالب غير شائع وقد يكون حالة جزئية اي يكون الانسان غبياً في جزئية معينة كالغباء الاجتماعي او الغباء السياسي وهناك ما يسمى بالغباء الفهمي والذي يعتبر ظاهرة تستحق منا الدراسة لها والمصابون به كثر على رأسهم بعض المسؤولين سياسيين او اقتصاديين ومنهم من لديه درجات جامعية عليا ومن اهم دلالته انه عندما يسمع هذا المسؤول المصاب بالغباء الفهمي كلام وحديث ونقاش وحوار في موضوع او مشروع او أمر ما تجده يخرج بفهم مغاير لما قيل اي انه يغرد خارج السرب وتجده يدافع بقوة عن فهمه الخاطيء ويجادل به انه الوحيد الذي يفهم الامور والقادر على تسييرها ونجد انه لا تنفع معه أية ادلة او براهين تدحض كلامه او مشروعه ولا يقتنع بالبدائل المنطقية ويخرج بتفسيرات غريبة غير منطقية دون ان يقدم اية حلول .
تمر على العديد من الدول حكومات فشلت وسببّت انتكاسات اقتصادية وسياسية واجتماعية على شعوبها ولم تتعلم من الدروس والعبر وكانت على درجة كبيرة من الغباء ان تتمسك بسياستها وآرائها على انها السياسة الصحيحة حتى وان وجدت الدلائل والبراهين التي تثبت فشلها .

المهندس هاشم نايل المجالي 

hashemmajali_56@yahoo.com