يعقوب زيادين زنبقة البدايات

أخبار البلد -  يوسف غيشان 
 

منتصب القامة يمشي، حتى قبل اسبوعين من رحيله ، وهي المرة الأخيرة التي اراه فيها يشارك في عزاء مناضلة شيوعية من مادبا، وهو يقترب من منتصف التسعينيات بكل رشاقة، وقبل ايام عرفت انه قد شارك في عزاء المناضل سامي المصاروة في عمان.
هذا هو الدكتور يعقوب زيادين ، ابو خليل، الذي حمل مشعل النضال حتى النفس الأخير ...قبل عشر سنوات تقريبا ، وكان في منتصف الثمانينيات ، روى لي صديق سمع الحوار وكان يجلس بقرب الرفيق يعقوب والمناضل الكبير بهجت ابو غربية ، حيث دار بينهما التالي :
«الاول: يا ابو سامي .... معجبك الوضع اللي احنا عايشينه؟؟
الثاني: طبعا لا يا ابو خليل
الاول: طيب شو رأيك نعمل حركة .. نجمع هالناس ونشوف شو نعمل .
الثاني : يا ابو خليل انا قربت من التسعين وانته نطيت الخمسة وثمانين بكفي نضال خلي دور لغيرنا؟
الاول : يعني قديش فكرك رح نعيش؟
الثاني: سنتين ثلاثة ... خمسة مش اكثر
الاول : طيب هالسنتين ثلاثة خلينا نناضل فيهن»

بداية الثمانينيات ، قمت بتهريب كتاب الدكتور زيادين (البدايات) اثناء عودتي من بيروت،وهو يروي مذكراته في السجون، وقد تأثرت بالكتاب ، وكتبت قصيدة بعنوان(يوميات زنبقة البدايات) حول الرفيق زيادين ، وكانت عنوان ديواني الشعري الأول . ولا اجد سوى تلك القصيدة لأودعه بها. تقول القصيدة
« من صمت الريف وحزن الريفوطيب الريف انبثقت زنبقة بيضاء
وجدت ارضا بكراوجدت ماء وجدت انساما وسماء
فانبهر الريف لرونقهافانتشرت في كل الأرجاء
خرج الرجل الطفل الزنبقة البيضاء ينشر هذا الحب الغامر في كل الأنحاء
ابتسم العامل والفلاح
وغنت مطرقة لحن الإعياء
نهض الحلم
ابتسم الفجر وغنى
- فليحيا الرجل الطفل الزنبقة البيضاء
هجم الليلبجيش الليل وارعد أزبد
لم تسقط تلك الزنبقة البيضاء
لم تحن الرأس الشامخ
الا لصلاة الفقراء
نشرت بذرا
فانفجر البذر
براعم زنبقة بيضاء.