يعقوب زيادين: الرفيق.. نائب القدس، بقي أمينا لمبادئه
خاص باخبار البلد - خالد أبو الخير
بقي حتى آخر أيامه مخلصاً لمبادئه، لم يحن هامته، رغم عصف المتغيرات التي أطارت رفاقا.. وحطت غيرهم.
غيب الموت أمس الشيوعي الطاعن في السن والنظرية يعقوب زيادين.
يعن للبعض أن يصف زيادين بأنه «ستالين الحزب الشيوعي الأردني».. وأن كان زيادين نفسه، يمقت الألقاب، ويحب لقب الرفيق.
انتظم زيادين في الحزب الشيوعي الأردني عام 1943، ونظرا لتاريخه النضالي وسمعته انتخب نائبا في البرلمان عام 1956 عن مقعد القدس المسيحي، رغم أنه مواليد قرية السماكية بجوار مدينة الكرك.
امضى زيادين شطرا من حياته وراء القضبان، وخصوصا في سجن « الجفر» الشهير، فقد اعتقل عام 1957، وبقي في السجن لمدة ثماني سنوات، حتى صدر العفو عام 1965.
وفرضت عليه الاقامة الجبرية، سنيناً، كما تشرد شطرا آخر من حياته في سوريا ولبنان.
كان لأبي خليل عيادة مشهورة في شارع الملك طلال، فقد عمل طبيبا جراحاً في القدس ومن ثم عمان، وبقي أمينا لمرضاه الذين يستقبلهم بها، وللرفاق والصحافيين والناشطين بشكل عام.
اشتهر بموقفه المعارض لدخول صدام للكويت.. يوم كانت الكثير من الايدي تصفق له. مستشعراً الخطر المحدق في المنطقة. أيامها بدا كمن يغرد خارج السرب.
بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي وميل شيوعيين لاقتصاديات السوق، بقي زيادين أمينا لافكاره لا يتزحزح عنها قيد انملة، وعد بحق من ابرز القيادات الماركسية العربية.
عرفت عنه نزاهته المالية، فهو لم يتلق أية مساعدة مالية من الحزب الذي بذل له عمره، كما حرص، على الدوام، على دفع اشتراكه الشهري. وكان يركز دائما على مفهوم «الاستقلال الاقتصادي».. أي عدم التفرغ الحزبي أو الاعتماد المالي على الحزب.
خفت الضوء عنه خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصا في اعقاب الانشقاقات التي طرأت على الحزب الشيوعي، وبقي الرجل ذو القامة المهيبة، يحظى باحترام وتقدير.
آخر كتب زيادين « لو عادت بي الايام».. لكنه موقن حتى حين كتبه، ان الايام لا تعود.. وانها تنقص ولا تزيد، ولا يبقى الا الذكرى التي خطها بقلمه ونضاله ومواقفه.. فمات كبيراً.
نودع اليوم الشخصية الوطنية الرفيق يعقوب زيادين.. بلقبه الأحب، ودون كثير تكلف أو نفاق لا مسوغ ولا لزوم له. فالرجل كان بسيطاً.. بساطة الريح التي تلعب في ذرى قرى الكرك.