التدخل البري في اليمن هل يحسم الأمر؟

يبدو أن الحرب البرية أو التدخل البري في اليمن أصبح وشيكا، فها هي الدول العربية والأجنبية تجلي رعاياها من اليمن فعلى ما يبدو أن الضربات الجوية لا تؤتي أكلها على النحو الذي يجب أن تكون عليه، ذلك أن الحرب على الأرض تختلف عن الحرب من ارتفاع، لأن الذي على الأرض قادر أن يخفي الكثير من عتاده بين المنازل فلا تقوى الطائرات على توجيه ضربات جوية خوفا من أن تصيب المدنيين.
من ناحية أخرى فإن الضربات الجوية المرتكزة في صعدة وصنعاء على وجه الخصوص لا تحقق إضعاف الحوثيين لأن قوات الحوثيين وقوات صالح زحفتا الى الجنوب ووصلتا عدن ومحيطها.. وبالتالي فإن الحرب مفتوحة على جبهتين، الأولى جبهة غير واضحة المعالم وهي الجوية والثانية جبهة فيها مواجهة يمنية يمنية صعبة وعلى الأرض.
وفي النهاية لا بد من التدخل البري ليدعم التدخل الجوي، بحسب أي خبير عسكري لأن المسألة إن استمرت كما هي فإن الحرب ستطول وسيدفع ثمنها الشعب اليمني المنهك، فمنذ الثورة اليمنية حتى الآن لم يتحقق الاستقرار لليمنيين وأصبح البلد يمر بأزمة حقيقية.
لكن السؤال المهم في هذا الإطار: هل يمكن للتدخل البري أن يحسم الأمر فعلا وبسرعة؟ لأن إطالة أمد ذلك التدخل لن يصب في صالح اليمن ولا في صالح دول الخليج، التي على ما يبدو لا تواجه التدخل الإيراني فقط بل من يساند التدخل الإيراني ومن يقف خلفه وأقصد روسيا، فروسيا هي التي تحاول إطالة الحرب في اليمن تماما كما فعلت في سوريا، وكما تفعل في كرواتيا وكما تفعل في أفغانستان، روسيا عاد حنينها الى الحرب الباردة في مواجهة الولايات المتحدة، ويبدو أن الربيع العربي أعطى تلك الفرصة وقدمها للروس على طبق من ذهب، ولا ندري إن كان الأمر كذلك أم أن السيناريو يتطلب ذلك في صراع القوى العظمى على حساب الشعوب العربية والشعوب المغلوب على أمرها حول العالم؟