شرعية ورقة التوت

رئيس وزراء العراق أعلن النصر على داعش في مدينة تكريت وزف بشرى تحريرها بعد ان رفع العلم العراقي فيها، وفي الوقت نفسه أعلن محافظها عن عمليات سلب ونهب وحرق يقوم بها الذين حرروها من قوات الحشد الشعبي وغيرهم، ترى هل حررت المدينة بغية الانتقام منها واهلها ومقوماتها،! أغلب الظن ان مدنا اخرى لم تعد راغبة بالتحرير، والاكيد ان ما حصل لتكريت ينتظر الموصل ايضا، وعليه يكون هناك من يفضلون بقاء المحتل على ان يتم نهبهم وسلبهم وحرق ممتلكاتهم مقابل تحريرهم، وفي هذه الحالة من الذي أكثر سوءا من الاخر، داعش ام الحشد الشعبي، واين هو الفرق بين المحتل والمحرر في العراق؟.
المعارضة السورية المسلحة حررت هي الاخرى مدينة ادلب من قوات النظام، والاخير لا ينفك عن قصفها بالبراميل بغية استعادتها، وهي تنال ما تنال ان قبل التحرير او بعده، فايهما الافضل لها طالما هي بالحالتين تعد منكوبة !. وداعش في مخيم اليرموك الان مدعوما من جيش النصرة، فهل سيكون الحال افضل مما كان عليه وهو محاصر، وما الفرق بعد سقوط معبر نصيب في قبضة المعارضة، وكيف يمكن تصنيف حمص وحلب وحماة وفيما هي محررة او محتلة او انها بين بين!
صنعاء في قبضة الحوثيين وكذلك معظم المحافظات اليمنية، حتى ان عدن تكاد تكون تحت سيطرتهم ومعهم قوات صالح، واهلها يستغيثون الطعام والماء وهادي منصور السلاح ووزير الخارجية يطلب من التحالف التدخل البري، اما دول عاصفة الحزم فإنهم أعلنوا النفير انتصارا لشرعية عبد ربة، واذا ما تبين في لحظة ان الغالبية من اليمنيين ليسوا معه فلمن الشرعية انذاك طالما انها في الحالتين ستظل سافرة وبأقل من ورقة توت.
وطرابس قيد التحرير، وذات الامر لبنغازي، وكل المدن الليبية محتلة ويريد ليبيون تحريرها من ليبيين. وهناك ولاية سيناء يشن فيها مصريون حربا ضد مصريين، وفي السودان دارفور تواجه الخرطوم، وفي البحرين حرب سرية بين شيعتها وسنتها، ودول عاصفة الحزم عربا مقابل عرب ايضا وهنا مربط الفرس والبغل والحمار معا، اذ لم يعد هناك فرق وانما من يربط اولا.