عبده،،،أشهر رجل بالوزارة
عبده،،،أشهر رجل بالوزارة مرورا بإحدى الوزارات لانجاز بعض المعاملات سمعت صوتا هاتفا بالسحر عذرا أم كلثوم. من جميع الأماكن،،،،ومن جميع المكاتب ،،،، عبده،،،عبده،،،عبده،،، حتى ظننت بأن عبده رجل مهم ويستطيع أن ينجز لي هذه المعاملة لالتحق بعملي بسرعة وبقيت أتابع أين هذا الرجل ومتى يظهر إلى أن تتبعت مسيره لأصافحه وأجده مشغولا بألف طلب،،، كان عبده هو الرجل الشهير الذي أبحث عنه فكان هو من يسقي القهوة والشاي ويعدّل مزاج الوزير ويشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم عبده كان ملك البوفيه منذ أربعة عشرة عاما بنفس الوزارة. فطلبت منه كوبا من الشاي بالنعناع ولم يرضى حتى قبول ثمن الشاي وأقسم بأن يكون على حسابه وأطلت بالحلفان وقال لي(يا راجل اختشي على دمك دي ضيافة وعيب يعني)ولأول مرة تحضر هنا فبدأ يتبادل معي أطراف الحديث من أين وماذا تريد وما هي معاملتك. كان عبده خفيف الظل ودائم الابتسامة وكثير الشغل إذ أنه من أكثر الأسماء مناداة بهذه الوزارة ويتميز بشهد اللسان كما هم جميع إخوتنا المصريين فبدأ يقول لي بأنه صاحب الجميع ولا أحد يرفض له طلب وعلاقته بالجميع ممتازة لدرجة معرفته بجميع أسر الموظفين وأولادهم فهو هنا منذ زمن بعيد،،، وبدأت أشعر بأن عبده هو من سيحل لي مشكلتي فبدأت أسأل عبده وهو يجيب بالحال فقلت له هل أنت سعيد بعملك هذا فقال لي(لقمة العيش بئه يا باشا)ففهمت منه بأنه يعاني من بعض المشاكل فبدأ الرجل بالكلام: فقال لي أبدأ عملي بالنهوض باكرا وبعد صلاة الفجر أتوجه لعملي هذا مع مجموعة عصائر وسكر وقهوة وشاي ومعجنات وساندويتشات وغيرها من الطلبات ويبدأ تحضير الماء الساخن وتنظيف المكان وتبدأ الطلبات تنهال عليه ويسمع أسمه حتى بالمنام فكل موظف له مزاج مختلف وله نظرة أو عادات مختلفة فمنهم الكريم ومنهم شديد البخل وبأيام يحضرون معهم الطعام ويطلبون مني مساعدتهم وأقول(ماشي) وبعدين يا سعادة الباشا قوم إيه بقى أرد على المكالمات التي ينفطر فؤادي من الرد عليها فيوجد عندنا هنا سيدات منهم المتزوجة ومنهم العزباء وأتعامل مع الجميع بالإحسان ومخافة الله وأنا اسمع كل أحاديثهم والنميمة الصباحية هذه الكلمة السحرية يصعب الاستغناء عنها إلا بشهر رمضان وتكون على مضض فالبعض يكن الغيرة والحسد لبعضه الآخر والجميع يسألني ما رأيك يا عبده وأهز برأسي بالموافقة على أي شيء المهم يمشي الشغل فالبعض يعمل ومجتهد والكثير هم النائمون والمنشغلون بمواقع التعارف والموبايلات الحديثة ومنهم من يصادق بمهرب عن زوجته وأنا هنا كاتم الأسرار والأصوات ومنهم يلتصق الموبايل بأذنه ولا يفارقه والبعض متعلق بالسيجارة ليلا نهارا ومنهم من يلعب الشدة على جهاز الكمبيوتر ومنهم من تتكسر عنفه من شدة العمل وهذا موجود بكثير أماكن وسمعت الآن أكثر من شخص ينادونه عبده عبده عبده فهم الرجل وعاد سريعا وكان معاليه عنده ضيوف ويريد شرب فنجان من القهوة وطلب مني إعطائه معاملتي وبصراحة لم أتردد من شدة شهرته بهذه الوزارة كنت مقتنعا بأنه سينجز المعاملة بأسرع وقت ومن شدة حبي السريع للسيد (عبده) حاولت مساعدته بإضافة الماء بإبريق الشاي لملأه بالماء ليتسنى له الحصول على الماء الساخن فطلب مني التنحي جانبا لعدم رغبته بالتدخل وخصوصا فنجان معالي الوزير فان له وضع مختلف ونوع مختلف من البن وماء خاص لشدة تحسسه من الأشياء وعمل القهوة واستخدم فنجان رائع الشكل والملمس وعاد ضاحكا وقال لي (مبروك)اختمها وفرجيني عرض أكتافك فلم أصدق كلامه بالبداية وعندما نظرت لذلك التوقيع اللي كان نفسي أشوفه من زمان قبلته من خدوده وقلت له كيف بدي أفهم،،،، فقال لي (يا عمنا أنا هنا الكل بالكل وما ينرفضلي طلب) فقلت له بأني منذ عشرة أيام أحاول،،، ولم أستطيع الوصول إلى حل كيف فعلت هذا بدقيقة،،، قال لي سأطلعك على السر الباشا راجل نسونجي وصاحبته عنده وأنا الوحيد اللي عارف السر ده غير انه يعني الواسطات والسفرات والبلاوي السودة اللي بيعملها أنا الوحيد اللي مطلع عليها علشان كل ده ما يرفضليش طلب ده روحة متعلقة بأيدي يا راجل،،،، فأنت أمورك لا تحتاج الوساطة ،،، وشكرت عبده فقال لي اختم يا باشا وما تنساش الإكرامية فوضعت ما وضعت ليس رشوة وإنما حلواااااااااااااااان. فأصبح عبده من المشاهير فهو الوحيد بالوزارة اللي عارف شغله (وبمون أكثر واحد)بصراحة ما في شيء يصعب عليه واللي مش مصدقين يجربوا وينادوا عبده بأي وزارة ويشوف كلامي من بوفيه عبده الشهير أستودعكم السلامة. الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق www.hashem.jordanforum.net