مِن هُنا، نقتلُ الرّوتينَ، وننْعاهُ!
إنّ جزءًا كبيرًا من حضارة الأمة مبنيّ على أساس نتاجات المدرسة المجتمعية، وما تؤول إليه في صناعة أجيال تتجذّر في الأرض، وتسمو في السماء، وتعمر الأوطان، وتزرع القيم الاجتماعية والدينية السليمة، وتنشد الأصالة؛ ليكون لها وجود وتاريخ مجيد.
فالقيادة المدرسية هي التي تخطط وتبتكر الجديد، وتختار طريق الإبداع هدفًا لها، وتبذل الكثير في سبيل إنتاج جيل قارىء للكلمة والنص ، قارىء للحقيقة في عصر الملوثات البصرية والسمعية والمادية؛ ليعرف تاريخ وطنه، وما يجري حوله، قارىء للسياسة مميزًا الكاذبة منها والصادقة ، قارىء ليعرف مضامين كتبه، ينقدها ؛ ليبني لنفسة ثقافة يعزز بها مبتغاه.
والقيادة المدرسية الناجحة أساس متين في بناء الوطن، وصنع الإنسان المتحضر المؤمن بقيمه، وعاداته، وتقاليده، والمحافظ على أمن بيته ، وقريته ومدينته ومحافظته ووطنه. وهي التي تبحث عن الجديد، وتسير في طريق الجد والاجتهاد، وتنشر قصص النجاح والإبداع والابتكار، قيادة مدرسية تحترم المعلم وتعزز دوره، وتأخذ بيده وتشجعه، وتنمي قدراته المهنية والتخصصية، وتوفر له متطلباته.
والقيادة المدرسية المأمولة هي التي تؤمن برسالتها، ولا تقف، بل تخطو للأمام، وتفتح الأفق أمام الطلبة، وتأخذ بأيديهم، وتؤمن بالعدالة، وتكافؤ الفرص، والشفافية، والمساءلة والتميز في الأداء، والتطوير المستمر، وهي التي تقيّم ذاتها نهاية كل شهر، بالإجابة على السؤال الآتي يوميًّا:
* ما الجديد في إدارتي لمدرستي هذا اليوم؟
ومن هنا، يأتي التجديد، ويتجدد النشاط، ويتنوع الأسلوب، ونصنع بيئة الإبداع، ومن هنا، يبدأ التطور والتحديث والتقدم، ونشر قصص النجاح. ومن هنا، نقتل الروتين وننعاه !
الدكتور سماره سعود العظامات