المنطقة الي اين ؟



عقب اتفاق الاطار بين ايران والدول الغربية في منطقة لوزان السويسرية اعاد الكثير نجاح الاتفاق للحكمة الايرانية والقدرة على التكيف مع الغرب وقراءة ما يدور في فكر الاخر وهذا إلى حد ما صحيح.

لكن الشيء المهم الذي تنساه البعض أن هذا الاتفاق بالنهاية عمل على الحد من طموحات ايران النووية فيبقى اللاعب النووي الوحيد والأساس في المنطقة اسرائيل وهو الهدف الأسمى الذي يسعى اليه العالم الغربي .

الغرب ليس بهذا الغباء أو السذاجة فجميع المكتسبات الايرانية في المنطقة ابتداء من العراق ومرورا بسوريا ولبنان وانتهاء باليمن الشقيق اضافة إلى التلاعب بالجبهات الداخلية لبعض دول الخليج ليس محض صدفة بل تكتيك غربي مسبق ولعل ابرز نتائجه الان الانقياد الجبري للحرب الطائفية الطاحنة على اساس سني وشيعي.

الغرب مبسوط جدا مع سقوط كل قتيل وجريح في المنطقة أو هدم المباني مادام انه في النهاية أن تكلفة هذه الحروب ستذهب من جيوب الشعوب العربية وخيرات الامة بينما كيان الاحتلال الاسرائيلي يتضخم ويتمدد ويتلذذ بمشاريع التقسيم الجديدة للمنطقة إلى كانتونات هزيلة يجب أن لا يتجاوز حجمها الجغرافي والديمغرافي حجم فلسطين الطبيعية .

النهاية الحتمية على ما اعتقد اعادة سيناريو الحرب العراقية الايرانية عندما وقف معظم العرب إلى جانب العراق الشقيق لوقف المد الشيعي في حين كان الغرب وفي مقدمته واشنطن يقدم الدعم العسكري للطرفين وعندما خرج العراق أو العرب بالحد الادنى منتصرين عمدت امريكا إلى تدمير العراق الذي كان يعول عليه قيادة مشاريع نهضة الامة .

اذن المنطقة إلى مزيد من التخلف والتراجع ومزيد من القتل والنهب وسفك الدماء وانتشار الميلشيات المتصارعة والإجهاز ووأد اي فكر يحمل اي بصيص امل لإعادة الهيبة للأمة التي باتت على طريق الانقراض في حسابات العالم .

المهم في الامر انه لا يوجد شيء يسير في المنطقة من قبيل الصدفة فامريكا هي العقل المفكر في التخطيط وتنفيذ المشاريع عبر حلفاؤها مستخدمة منظومة متكاملة ابرز اذرعتها عسكرية وسياسية وإعلامية مدعومة بالمال فالكنترول وصمام الامان فقط موجود لدى دوائر صنع القرار الامريكي .