الإرهاب على الأبواب


قد يُعرّف الإرهاب بأنّه استخدام القوة أو التهديد بها من أجل إحداث تغيير سياسي، أو هو القتل المتعمَّد والمنظم للمدنيين أو تهديدهم به لخلق جو من الرعب والإهانة للأشخاص الابرياء من أجل كسب سياسي، أو هو الإستخدام غير القانوني للعنف ضد الأشخاص والممتلكات لإجبار المدنيين أو حكومتهم للإذعان لأهداف سياسية، أو هو، باختصار، استخدام غير شرعي ولا مبرَّر للقوة ضد المدنيين الأبرياء من أجل تحقيق أهداف سياسية أي أنّ الإرهاب هو استخدام العنف ضد الأفراد الأبرياء من أجل الحصول على غايات عسكرية سياسية أو فلسفية من فريق ثالث، من الحكومة أو من مجموعة ما. العنف يجب أن يستهدف المدنيين الأبرياء. والإرهاب قد يكون سياسيًا أو عقائديًا من دون أي قيود قانونية أو خلقية.وعلى كل حال فإن مكوِّنات العمل الإرهابي هي العنف المرتكب بأي وسيلة، والمسبِّب لأذى جسدي أو خسارة مادية، بحق الأفراد الأبرياء، بقصد ترويع الناس أو إهانتهم، ومن اجل الحصول على مكاسب معيَّنة، وذلك من دون تبرير ولا عذر.
والإرهاب بذاك المعنى وُجد منذ بدء الخليقة غندما قتل قابيل اخاه هابيل وكانت هي اول جريمة في التاريخ البشري ولكنّها لم تكن أول خطيئة ومنها تعلّم بني آدم كيف يقتل وكيف يواري الجثّة وكيف يدفنها وبعد ذلك تفنّن بني البشر في اسلوب الجرائم ولم يتركو للشيطان ما يفعله .
وقد ورد في المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب العام1998 تعريف الإرهاب أنّه: أي عمل أو تهديد بالعنف، بصرف النظر عن بواعثه ومقاصده، في سبيل تحقيق أجندة جرمية، يسعى إلى تخويف الناس من خلال أذيتهم وتعريض حياتهم، وحريتهم، وسلامتهم للخطر، أو تعريض البيئة والممتلكات للدمار من أجل أغراض إرهابية . وقد حرصت النصوص العربية الرسمية على التمييز بين الإرهاب المحظور والمقاومة المشروعة من أجل تقرير المصير ورفع الإحتلال.
أما منظمة الدول الإسلامية فقد صنَّفت الإرهاب (في 1/7/1999) على أنه: أي عمل من العنف أو التهديد به، يندرج ضمن مخطَّط جرمي ويهدف إلى ترويع الناس وتهديدهم في حياتهم وشرفهم وحريتهم وسلامتهم... وبذلك يسبِّب تهديدًا للاستقرار وللوحدة الإقليمية ولسيادة الدول المستقلة .
فالإرهاب كان بمعنى النهب والقتل والتدمير ولكن وبعد تطوُّر المجتمعات ووسائل الإتصال تطوّر المفهوم ليشمل التجهيل وحرب العصابات وهدم المجتمعات وتشتيت الأسرْ وتلك وغيرها من اعمال الشر هي جرائم لا يقوم بها إلاّ اعداء البشريّة والدين وواجب علينا ان نخيفهم وقال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) صدق الله العظيم .
وكان عصر يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ايلول عام 2011 هو يوم تغيّر فيه المفهوم سواء كانت احداث ذلك اليوم قد خطّط لها شيطان الإنس ام الجن فهي جريمة كبرى ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء من كافّة الجنسيّات ما عدا الإسرائيليّون وقد استغلّ الأمريكان ذلك ليعلنوا الحرب على الإرهاب دون تحديد هويّة واضحة للإرهاب واتّخذوا ذلك ذريعة للإعتداء على سيادة الدول وتقييد حرِّيات البشر وانتهاك خصوصيّاتهم والخطف والإعتقال والتنصِّت على مكالماتهم وغير ذلك من جرائم هي ابشع من جرائم الإرهاب البغيضة وبدأت من جديد تخطيط وتنفيذ سيناريوهات محتملة لحدود الدول وتحالفاتها وإقتصاديّاتها آخذين بعين الإعتبار ثلاثة ركائز اساسيّة اولها مصلحة اسرائيل وثانيها مصالح امريكا واوروبا وثالثها البترول .
وما زال العمل جاريا في الركيزة الأولى حيث تم تدمير القوّة العسكريّة في سوريا والعراق وتحييد القوّة العسكريّة المصريّة إضافة الى تخريب بعض الدول العربيّة ولخبطة الأوراق في دول اخرى ونشر بذور الفرقة والحرب الأهليّة بين الطوائف والأديان وكل ذلك تحت غطاء الحرب على الإرهاب ومن اجل ذلك تم إنشاء العديد من الخلايا والتنظيمات المسلّحة وخاصّة التي تتدثّر بعبائة الإسلام .
وقد نجحت الولايات المتّحدة الأمريكيّة وبوحي صهيوني من تدمير العالم العربي وإنهاك مقدّراته المختلفة من قيم وثروات وحوّلته الى طبقتين إقتصاديا أغنياء ومسحوقين وفئتين اجتماعيا فاسدين وصامتين ووحدّت الشعوب العربيّة حكّاما ومحكومين في جهل ما يحدث وما ستئول اليه الأحوال ؟؟؟؟؟؟
وتمارس إسرائيل بقبول وسلاح امريكي اسوء انواع الإرهاب وهو إرهاب الدولة على العرب والفلسطينيّين وتقوم بالمجازر والقتل وتدمير المنازل وقلع الأشجار والإستيلاء على الأراضي وتدنيس المقدّسات بغياب الصوت العربي والضمير الأمريكي والغربي .
والإرهاب كاد يدقُّ ابواب الدول العربيّة جميعها وهو يقف على الأبواب متأهِّبا لكل شر وخطر وضرر يلحق بشعوبها لا سمح الله ولذلك يجب ان نكون واعين لتلك التحدِّيات والأخطار التي تحيق بنا ويجب ان نعلِّم أبنائنا كيف يحمون اوطانهم ويجب ان نزرع فيهم ثقافة عدم الخوف والشجاعة في قول الحق وعدم السماع للفئة المضلِّلة والمضلّلة وان يعوا لحماية معتقداتهم واوطانهم .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه شرور الإرهابيّين واخطارهم وحفظ رايته خفاقة .
احمد محمود سعيد
4 / 4 /2015