ماجد الخضري يكتب : هل الأخوان فصيل فلسطيني؟
اخبار البلد- بدأ البعض مؤخرا بتصنيف جماعة الأخوان المسلمين وحزبهم جبهة العمل الإسلامي، على أنها فصيل فلسطيني وأنها الواجهة السياسية للاردنين من اصل فلسطيني لا بل إن البعض ذهب ابعد من ذلك وتخوف من تكرار تجربة الفصائل الفلسطينية إبان الحرب الأهلية التي اندلعت بعد النكسة بثلاثة سنين على يد الأخوان وترك العنان لخياله معتقدا إن عصيانا مسلحا ممكن إن تقوده جماعة الأخوان المسلمين في لخطة من اللحظات أو إن تجربة دويلة غزة ممكن إن ينتقل إلى الأردن فهل حقا جماعة الأخوان المسلمين هي فصيل فلسطيني يعمل على الساحة الأردنية وهل هي الواجهة السياسية للاردنين من اصل فلسطيني؟؟المتتبع لتاريخ هذه الجماعة التي رخص لها بالعمل على ارض المملكة في أربعينيات القرن الماضي يدرك وبصوره جلية إن هذه الجماعة تضم في صفوفها اردنين من مختلف المناطق الجغرافية وليس اردنين من اصل فلسطيني فقط ، فالجماعة ومنذ تأسست عرفت بأنها تضم اردنين من شتى المنابت والأصول وان الغلبة في قرارتها لم تكن لمنبت على حساب أخر كما إن الجماعة بقيت بمنأى عن الصراعات الإقليمية والعرقية وصراعات الجغرافيا.
لكن هذا المرض لا شك أصاب هذه الجماعة كغيرها
من المجموعات السياسية والاجتماعية وبدأت تنطلق أصوات من داخلها تدعو إلى الإقليمية النتنة وانطلقت محاولات من قبل البعض للسيطرة على الجماعة وكثيرا ما كنت اسمع قبل إن أغادر الجماعة دعوات إقليمية لكنها كانت محدودة جدا وكانت تنطلق في وقت الانتخابات وسرعان ما كانت تذوب كالثلج تحت أشعة الشمس.
بيد إن ازدياد نفوذ حركة حماس في الأراضي المحتلة والضغوط التي تعرضت لها قيادة الأخوان لتنأى بنفسها عن حماس بعد إن ازداد نشاطها في الضفة وغزة وبروز فكرة الانفكاك التنظيمي بين حماس والأخوان وتأييد البعض لهذه الخطوة ومعارضة آخرين لذلك دفع البعض لاعتبار الأخوان تنظيم يضم الاردنين من اصل فلسطيني على الرغم من إن مراقب الأخوان المسلمين منذ تأسيس الجماعة في الأردن لم يكن في يوم من الأيام من اصل فلسطيني ولكن قائل قد يقول بان ذلك تكتيك اتبعته قيادة الجماعة ولكن وجود فروع لها في عدد من المدن في الشمال والجنوب يفند مقولة التنظيم الفلسطيني ويعزز فكرة التنظيم الذي يضم اردنين من شتى المنابت والأصول.
وبحسب خبرتي الطويلة في هذه الجماعة وعضويتي فيها التي استمرت لمدة تزيد عن عشرين عاما فان الأردنيين من اصل فلسطيني يشكلون حقا ما يزيد عن 85% من أعضاء الجماعة ولطالما فشلت الجماعة في إيجاد مرشحين لها مثلا في مناطق البادية أوفي الإطراف وبسبب غلبة الأصل الفلسطيني على مرشحي الحركة فقد كان البعض يعتقد بان الجماعة هي جماعة للأردنيين من أصول فلسطينية وقد سمعت للأسف الشديد مثل هذا الكلام من نواب في مجلس النواب السابق ومن قبل جهات رسمية عززت هذه المقولة ودرست إمكانية انقسام الجماعة إلى مجموعات تتبع الأصول بحيث يكون هناك تنظيم يتبع خالد مشعل وأخر يتبع عبد المجيد ذنيبات على سبيل المثال وهكذا.
ولكن سلوك الجماعة وإفرادها يدحضون مقولة التنظيم الفلسطيني ويؤكدون بان الجماعة هي جماعة للاردنين من شتى المنابت والأصول على الرغم من الكثرة العددية لمن هم من أصول فلسطينية فالجماعة يتركز ثقلها في عمان والزرقاء واربد وهي مناطق يتواجد فيها الأردنيون من أصول فلسطنية بكثرة وهي التي لم تبخل يوما في دعم حماس ليس لانها حركة فلسطينية ولكن لان فلسطين هي ارض الإسراء والمعراج.