لا لاستغلال ما يجري

               

نرى في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها منطقتنا العربية أسماء غريبة من أحزاب وتشكيلات غير واضحة المعالم من الأجندات المستهجنة التي تتصنع بتحرير الشعوب وجايين للتغيير والإصلاح وكأننا نعيش في مستعمره أو يحكمنا دكتاتور!

فعلا استهجن ما يجري في هذا البلد الآمن المطمئن...والحقيقة إننا لسنا بحاجة إلى تلك الأسماء المشوهة ، ويتوفر في الأردن من الأحزاب والجماعات ما يكفي، فلسنا بالمقهورين ولا بالمذلولين حتى تخرج علينا أسماء لا علاقة لها بإصلاح أو تغيير.

لا ننكر أن الاعتصامات هي وجه من وجوه الديمقراطية في هذا البلد والتي أرسى دعائمها بصورة رائعة  جلالة الملك عبدا لله الثاني  ولم يترك جهدا في التركيز على دور الصحافة والاستماع للشباب وتحفيز دور المرأة ، نحن مع الاعتصامات السلمية وهي تعبر عن مجتمع راقي ، ودليل على وعي الناس، ولكن كثرتها ليست من المعنى الحضاري في شيء،  ولمصلحة  من كثرة هذه الاعتصامات؟ وما هو هدف منظموها ؟ وتدعونا لنتساءل هل هناك أجندات خارجية تتحكم وتدير هذه الاعتصامات ؟

وارى أن كثرة هذه الاعتصامات وعدم واقعيتها لا فائدة منها إلا إلى جر الشارع للاختلافات والتنافر وتوسعة هوة الفرقة والأحقاد والعذاب بين أبناء المجتمع الواحد ،وهو ما يؤدي إلى الاستفزازات وبالتالي الخروج عن إطارها السلمي وهو ما حصل بالضبط عند الداخلية.

إن جلالة سيدنا قدم ويقدم وفتح قلبه لنا جميعا ووعد بكل ما هو خير لكم وللأردن فانتبهوا ولا تستهينوا ولنترك التقليد الأعمى لأنه لا يوجد وجه مقارنه فنحن بلد ينعم بالكثير ولسنا كغيرنا من حولنا .

فلنجلس إلى طاولة الحوار التي دعا إليها جلالة الملك ولنعمل في محاولة للتقريب في الآراء والمطالب المعقولة وليس الاستغلال لما يجري .

فلتعبروا عن وطنيتكم بالمحافظة على هذا البلد والنعمة الكبرى نعمة الأمن والأمان وكما قال جلالته - الخير قادم إنشاء الله- فليحفظ الله بلدنا وليديم حكم الهاشميين السمح ولكل ابنا بلدنا المحبة والاعتزاز.