أيران الثورة بعد ستة وثلاثون عامآ ..تراكم للأنجازات وصمود أسطوري امام التحديات؟؟"



أحتفل ألاشقاء في الجمهورية الاسلامية في ايران بذكرى تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية ألايرانية ،وفي تقليد سنوي يحتفل ألايرانيين في الاول من نيسان من كل عام بذكرى تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية وهي الذكرى التي تم فيها عمل استفتاء دعا اليه السيد الخميني قائد الثورة ألاسلامية ألايرانية حينها للتصويت على أعلان قيام "الجمهورية الاسلامية" الايرانية حيث صوت الملايين من الايرانيين بنعم لصالح قيام الجمهورية الاسلامية في العام 1979، وقد تجلت مؤخرآ معالم انتصار الثورة الاسلامية بدخول أيران التدريجي الى نادي القوى العالمية لتكون هي المحطة السابعة بنادي الكبار وقد تجلى ذلك من خلال جلوسها على طاولة واحدة مع القوى العالمية الست ليفاوضوها على برنامجها النووي وقد نجحت الدبلوماسية ألايرانية ودون تقديم اي تنازلات كبرى تقنية اوسياسية على أجبار القوى الست على التوقيع معها على اتفاق اطار يهيئ الارضية لاتفاق شامل وكامل بحلول الثلاثين من حزيران المقبل .

فالمتابع لمسار السياسة الخارجية والداخلية للجمهورية الاسلامية الايرانية منذ ستة وثلاثون عامآ مضت وتحديدآ منذ ان أضاء الشعب الايراني شعلة ثورته مؤذنآ بانجلاء نظام الشاه الملكي الفاسد الذي رسخ تبعية الدولة الايرانية للغرب لعقودآ طويلة، سيعرف ان الحادي عشر من شباط والأول من نيسان من عام 1979 قد شكل لحظة تاريخية فارقة بتاريخ الشعب الايراني، وأعاد تشكيل وبناء وعي الشعب الايراني الذي خضع لعقود تحت حكم جائر الا ان جاءت ثورة الراحل السيد الخميني لتخلص الشعب الايراني من نظام حكم استبدادي سعى لترسيخ مفهوم تبعية الدولة الايرانية للغرب ، وبعد مرور ستة وثلاثون عامآ يلاحظ بوضوح مدى حكمة ومنهجية عمل هذه الثورة الايرانية منذ 36 عامآ مضت وللأن والتي أستطاعت أن تبني ايران من جديد بعيدآ عن التبعية للغرب رغم العقوبات الاقتصادية والسياسية والامنية التي يفرضها الغرب على الدولة الايرانية منذ ستة وثلاثون عامآ مضت ولليوم بمحاولة لاخضاع ايران.



ومع ثقل حجم الضغوطات الغربية على الايرانيين مؤخرآ، الا ان مسيرة ألاعمار والبناء والتعليم والزراعة والتطوير والبحث العلمي مستمرة في كل انحاء مدن وجامعات ومؤسسات واراضي الدولة الايرانية ، كما دارت عجلة الاقتصاد داخل الدولة بشكل متسارع لتحقق وفرة اقتصادية كبيرة بالعقدين الاخيرين رغم أستمرار الانفاق المالي كما هو كما نمت نسبة المشاريع الغير نفطية بالدولة بنسبة تجاوزت حاجز ال 36٪ ، كما توسعت مشاريع تطوير البنية التحتية بشكل كبير، وقد زادت نسبة الاستثمارات ألايرانية الخارجية والداخلية بقطاعات مختلفة ، ورغم ان الحرب ألاقتصادية الاخيرة التي تقودها دول اقليمية وغربية "حرب النفط" والانخفاض المتلاحق باسعار النفط بمحاولة للضغط على صانع ومتخذ القرار الايراني قد اضرت بشكل واضح ببعض القطاعات الاقتصادية والمالية الايرانية ، ألا ان مؤشرات الاقتصادية للعام 2015 تؤكد ان الدولة الايرانية قادرة على التكيف مع المتغيرات الجديدة ، علمآ ان جميع المؤشرات الاقتصادية تؤكد ان اسعار النفط ستبدء بالتعافي بمطلع شهر تموز من العام الحالي مما يؤكد على قدرة دولة الايرانية على تجاوز هذه المرحلة بثبات.



سياسيآ وامنيآ ،، يعلم جميع المتابعين أنه منذ العام 1979 تحديدآ تعرضت الدولة الايرانية لمجموعة مخططات ومشاريع خارجية تمثلت بحرب الخليج الاولى المباشرة عليها وتضررها بشكل شبه مباشر من تداعيات حرب الخليج الثانية ،كما حاولت بعض هذه المخططات أثارة الفوضى بالداخل الايراني من خلال تحريك بعض القوى المعارضة الايرانية بالشارع الايراني لأثارة الفوضى والتي ركب موجها "الغرب" حينها، وكل هذه المخططات كانت تستهدف ضرب استقرار الدولة الايرانية ، ومع كل هذه المخططات الساعية لضرب أستقرار الداخل الايراني ،، نجحت حكمة القيادة الايرانية ووعي وحكمة السيد علي خامنئي، بوأد هذه المخططات مبكرآ، وبأقل خسائر ممكنة وبذات ألاطار أستطاعت القيادة الحكيمة للدولة الايرانية أن ترسم أطار عادل لمسار الاصلاح المستقبلي داخل الدولة الايرانية.


عسكريآ ، من الواضح للجميع حجم القوة العسكرية التي يملكها الايرانيين والتي ظهرت بشكل واضح موخرآ، بعيد انطلاق مناورات عسكرية بحرية كبيرة مؤخرآ تحت تسمية "الرسول ألاعظم 9"تزامنآ مع مناورات اخرى جرت بأواخر العام الماضي في جنوب شرق البلاد، وبحر عمان، ومضيق هرمز حتى خليج عدن، تحت تسمية "محمد رسول الله" واختبر خلالها الجيش الايراني أنواعا من الصواريخ والطائرات من دون طيار وشارك بها ألالاف من الجنود ألايرانيين، و امتدت على مساحة 2.2 مليون كلم مربع ، وهي المرة الأولى التي يتم فيها انطلاق مناورات كبيرة وشاسعة المساحة و المسافة والبعيدة من سواحل الجمهورية ألاسلامية ألايرانية، ، مما يثبت بوضوح حجم تطورات القدرة العسكرية الايرانية.



اقليميآ ودوليآ ، فأن المتابع لمسار الفوضى التي تعيشها دول الاقليم ، سوريا واليمن وليبيا والعراق ، وحجم الفوضى بعلاقات دول الاقليم ، سيلاحظ مدى الحكمة التي تتمتع بها القيادة الايرانية ، فقد أستطاعت القيادة الايرانية أن تنأى بنفسها نوعآ ما عن الانزلاق بفوضى الاقليم ، واتبعت سياسة واضحة بتعاطيها مع كل ازمات الاقليم ، وكذلك كان لها نظرة شمولية عقلانية لمسار الحلول بخصوص ملفي البحرين واليمن ، كما كان لها دورآ فاعلآ ببناء وبترتيب حلول لازمات العراق وسورية ،، دوليآ، فقد استطاعت حكمة وسياسة ودبلوماسية الايرانيين بناء وتأطير دور ايراني بارز بالساحة الدولية، نظرآ لمكانة ايران الاقليمية والدولية.




ومع حجم ألانجازات وفي مختلف القطاعات التي حققها الايرانيين منذ عام 1979ولليوم ، فلا بد هنا ان تبرز مجموعة تحديات امام الدولة الايرانية فاليوم يحتفل الايرانيون بذكرى أنتصار ثورتهم وسط ظروف أقتصادية صعبة نوعآ ما عاشتها ومازالت الدولة ألايرانية بسبب حصار اقتصادي مستمر ومنذ ثلاث عقود ونصف بالتزامن مع انطلاق "حرب النفط -التي تقودها السعودية وامريكا "، ، بألاضافة الى مجموعة ظروف أخرى تعيشها المنطقة ، كالصراع في سورية واليمن ، وتهديدات الكيان الصهيوني وحلفائه العسكرية المتكررة للدولة ألايرانية ، وعلاقة الدولة الايرانية مع بعض دول الاقليم العربي المتوترة بهذه الفترة تحديدآ.



هذه التحديات المذكورة أعلاه عايشها الايرانيين ، وما زالو يعيشون تداعياتها منذ أن قرر الايرانيين الخروج من تحت عباءة الغرب والتحرر وبناء ايران الجديدة، ايران التطور الصناعي- ايران الديمقراطية -ايران الاسلامية- ايران ذات القوة العسكرية والتكنلوجية الهائلة -ايران محور القوة بالاقليم -، فطموحات الايرانيين هذه واجهتها الة الحلف الغرب -صهيوني -الاقليمي ،، وحاولت هدم طموحات الايرانيين بمراحل كثيرة، وبوسائل عديدة، من العقوبات الاقتصادية الى التهديدات الامنية والعسكرية الى محاولة اثارة الفوضى بالداخل الايراني ،، ولكن وعي الشعب الايراني وبرمزية وحكمة قيادة الثورة منذ عهد الراحل السيد الخميني امتدادآ لقيادة السيد علي خامنئي ، استطاع الايرانيين ان يخرجو من معظم هذه الضغوطات الغربية منتصرين وهناك حقائق ووقائع تاريخية كثيرة تثبت كل هذا.




ختامآ، فأنه يحق للشعب الايراني ان يفخر بكل الانجازات الوطنية التي حققتها ايران منذ ستة وثلاثون عامآ مضت، رغم حجم الحصار الكبير المفروض على الايرانيين، عقابآ لهم على خروجهم من تحت العباءة الغرب -صهيونية، فثورة الشعب الايراني كانت لحظة فارقة بالتاريخ الدولي والانساني، ولهذا حاربها كل اعداء الانسانية، الطامحين للاستبداد بحكم هذا العالم، فالايرانيون وبعد ستة وثلاثون عامآ ما زالو يواجهون اجيالآ بعد اجيال كل اعداء ثورتهم ، وهم قادرين بما يملكوه من وعي وحكمة ساسة و قيادة ورمزية وحكمة قيادة الثورة على التكيف مع مسار الضغوط ألاقتصادية والامنية والسياسية المفروضة عليهم أقليميآ ودوليآ، فلقد أثبت الايرانيين بنزولهم بالملايين الى الساحات العامة بايران وخارج ايران احتفالآ بذكرى ثورتهم وبيومهم الوطني بأنهم سيستمرون كما بدأو منذ 36عامآ مضت وسيستمرون ببناء ايران دون ألارتهان لمسار الضغوط الخارجية وبجهود وقدرات ذاتية، وأنهم بذات الاطار قادرون وباستمرار على المحافظة على مكانتهم ألاقليمية والدولية والتصدي لكل من يحاول التعدي على هذه المكانة الاقليمية والدولية .......



* كاتب وناشط سياسي -الاردن.


hesham.awamleh@yahoo.com