لجنة معلمي الأردن واقع وتطلعات ؟؟
اخبار البلد تامر البواليز - منذ تلك اللحظة التي إنطلقت بها صحوة المعلمين التي تستحق الوصف بالإنتفاضة الحقيقية في وجه الأستبداد الذي تنتهجه وزارة التربية والتعليم ، بدأت الصورة الحقيقية تتضح لجميع المراقبين للشأن السياسي المحلي الذي ما فتئ يوما في إصدار قرارات غير شعبية تخالف الرغبة الشعبية ونبض الشارع الحقيقي ، وقد تأكد للجميع منذ يوم الخميس الماضي الذي صدر فيه قرار ما يسمى المجلس الاعلى لتفسير الدستور صدق هذا القول ، فقد أجاز هذا المجلس الموقر صاحب البنيان والطلعة البهية التي لا نراها بإنشاء نقابة المعلمين وفق ذات المواد من الدستور التي لم تتغير ، التي أعلنوا فيها سابقاً عدم مشروعية إعلان النقابة !!!! ، أمر بالفعل لا يطرح التساؤل فحسب حول مدى جدية قرار هذا المجلس بل السؤال الذي يجول في خاطر كل معلم على إمتداد رقعة الوطن يقول من كان وراء القرار السابق الباطل بعدم المشروعية ؟؟ والحقيقة المرة لا يسهل ذكرها خشية من بلطجة المأجورين أصحاب الفكر الأعمى العبثيين في تصرفاتهم .
وما يستوجب الحديث في هذا المقام المتأزم في صميم حراك المعلمين ، هي تلك الطريقة الرعناء التي تصر الأجهزة الحكومية على إنتهاجها رغم كل الظروف المعطيات المحيطة بحراك المعلمين التي تظهر منذ البداية شكلاً غريباً من محاولة البعض زرع التفرق والتشتت في حراكهم الوطني الشريف ، والسبب يعود بالطبع الى تدخل بعض الأجهزة المعروفة لكل الأردنيين بهدف إيصال تحركهم المنشود الى الهاوية لأن الحقيقة المرة تثبت عدم مصداقية الأجهزة الحكومية على إمتداد عقود طويلة في حديثها الممسوخ القائل بدفع عجلة التلعيم نحو الأفضل وحفظ الهيبة لمكانة المعلم في مجتمعه .
ومن تلك الصور التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي كانت خير دليل على ما سبق ذكره من سياسة خفية تبتغي التشويش والتدمير ، هو ما قامت به تلك الأجهزة من محاولات جادة وحثيثة لإجهاض حراك المعلمين المطالب بإعادة إحياء نقابة المعلمين من جديد ، وقد تجلت الصورة حين علمت الحكومة بتشكل اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين صاحبة الهدف النبيل البعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية ، بتشكيل لجنة مشبوهة وللأسف تسمى لجنة معلمي الأردن ، كان الهدف من تشكيلها على طريقة الريموت كنترول هو قتل حراك اللجنة الوطنية الأم لحراك المعلمين ، والغاية المرجوة محاولة الوصول من خلال لجنة معلمي الأردن إلى أقل ما يمكن للحكومة تقديمه من مطالب شرعية للمعلمين ، والطريقة تكمن في أن مريدي هذه اللجنة كانوا يصلون إليها بعد تقديم الوعود اليهم بالترقية والرفع من شأنهم في مجتمعهم بشتى الوسائل الرخيصة التي قد يبيع فيها المرء وللأسف مبادئ غيره في سبيل مصلحته الشخصية .
أذكر في أحد الأيام بأنني التقيت المسؤول الرفيع والعقل المدبر و المنفذ لتشكيل تلك اللجنة المدعو أ.ع في أول أيام ولادتها المشوهة وقد قلت له وبالحرف الواحد أأنت قانع بجدية الحوار مستقبلاً مع هذه اللجنة فأجابني ممتعضاً من السؤال نعم فهم معلمون كبقية زملائهم ، فأجبته قائلاً بأنهم جاءوا على طريقة بطاقة الدعوة لحضور الزفاف ليس أكثر وليس يدري ما الذي جاء إليه بعد !!!! نعم هذا بالضبط ما حدث فقد شهدت وبأم عيني دعوة أحدهم من غير الآبهين بحراك المعلمين لضمه لتلك اللجنة من خلال إغراءه بشهوة الظهور والشهرة والمكافأة ، لكن وفق الشروط التي يمليها عليك السيد أ . ب. ع لأنه هو من سيقرر مصير ومستقبل المعلمين في وطنهم ووفق تطلعاته لا كما هم يرتضون لأنهم أي اللجنة الوطنية يحملون اجندات خارجية كما يقول معروف المقيت من سوريا ومصر وأضيف عليها جبهة البوليساريو فقد سقطت سهواً من دولته !!
ومن الجدير بالذكر ان يعلم جميع الزملاء المعلمون وبالذات أعضاء اللجنة الوطنية لإحياء النقابة بأن الوزير السايق ابراهيم بدران كان يحاور المعلمين بعد انتهاء الأزمة المعروفة للجميع وهو لا يدري عن أي شيء يحاور ، فقد ثبت لي وبشكل قاطع بأن هذا الرجل كان مجرد زائر غريب للوزارة لم يكن يدري أي شيء يدور فيها الا بصورة ما يدور على السطح ، و ادارة الأمور في الوزارة كانت تحت إمرة أشخاص محددين ومعروفين في العبدلي ، ومعظم القرارت الحاسمة أيضاً كانت تأتي من خارج الوزارة ، وهذه أيضاً أؤكدها لكم بإعتراف شخصي ومباشر من السيد ع .أ . ع حين عبرت له عن استنكاري لمجزرة الإحالة على الإستيداع والتقاعد بحق أعضاء اللجنة الوطنية ، فأجابني بملء حلقه بأن القرار كان من خارج الوزارة بأكملها وأننا مجرد مستقبلين لتلك الخطوة الرخيصة في زمن حكم الرفاعي .
المطلوب في هذه اللحظات الحساسة والحاسمة من تاريخ المعلمين أن يقفوا صفاً في وجه تلك اللجان المصطنعة والدمى المقنعة ، حتى لا تراق دماء إنجازات الأحرار من المعلمين هباءاً منثورا ، لتجدوا نتيجة جهدكم ومثابرتكم تذهب إلى غيركم لأهدافهم الشخصية بعيداً عن المصلحة العليا ، ونقول في هذا الصدد لوزارة التربية والتعليم جملة واحدة ، كفاكم تهريجاً وحاورا إن صدقتم ذلك من يستحق الحوار لأنه هو صاحب القرار في الميدان .