النسور: فاض الكيل!

لعلّها المرّة الأولى التي تخرج فيها الدبلوماسية الأردنية عن الكلمات المنمّقة، وعبارات المجاملة، لتضع النقاط فوق الحروف، وتُقدّم للعالم الصورة الحقيقية لوضع اللاجئين السوريين في الأردن، وتعلن بأنّه قد فاض الكيل.
هذا الموقف جاء على لسان رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور، في مؤتمر الكويت، حيث الخطاب الواضح الصريح، الذي يضع العالم أمام مسؤولياته، وكما قال دولته للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: تقديم الشكر للأردن لا يكفي، وكأنّه كان يقصد أنّ الكلمات لا تُطعم اللاجئين خبزاً.
مؤتمر المانحين شهد وعوداً بدفع أربعة مليارات دولار، وهو نصف المبلغ المطلوب، وذلك مثير للأسف، ولكنّ ما يثير الخيبة أنّ هذه المبالغ لا تُدفع كلّها، فكثيراً ما تكون الوعود مجرد كلام في الهواء، وحبرا على ورق.
الأردن يبدأ الآن العمل باستراتيجية جديدة، تضع مصالحه فوق كل الاعتبارات، وتوقف الاستنزاف المتواصل لموارده تحت مسمع ومرأى العالم، ولعلّ إقفال مركز جابر أوّل التنفيذ، أمّا إقفال مخيم الزعتري فمسألة ينبغي على الدنيا أن تأخذه على محمل الجد.