الضياع والقهر
وجدت نفسي حائرا لما آلت إليه الأمة العربية من مشرقها إلى مغربها ومن شمالها إلي جنوبها وارى أنها تعيش حالة من الضياع كما فهمت من علوم النفس التي تقول عندما يعيش الناس في حالة نفسية من مظاهرها الحيرة وغياب الهدف والتشتت الفكري والشعور بالوحدة والحرمان. وتشاؤم الحياة والناس . وينتشر الغضب بين الناس والكره والحقد . وعندها نرى الممكن أصبح مستحيلا. وتصبح الحياة بلا معنى ولا قيمة .
وهناك نوعان ضياع النفس أي العيش في لهو وإهمال . وضياع الوقت في تبديده سدى بلا فائدة. ولا يشعرون بقيمته إلا بعد ضياعه . فالتلميذ لا يشعر بقيمة الوقت وأهميته لمستقبله إلا بعد ضياعه.
وهناك ضياع للأرض والعرض والحقوق . تولجها للشعوب السياسات الاستعمارية والسلطة الظالمة المستبدة. ويصبح الشعب معظمه حائرا مشتتا يائسا من الحياة.
فاقدا للطمأنينة والأمن والاستقرار . في ترقب باستمرار لا يهمه المستقبل كثيرا . وتنتشر الجرائم والفواحش والقصص الغريبة . وتنهار القيم والأخلاق والمبادئ وينتشر الكذب والنفاق والشللية والعصابات . في ظل غياب قوانين فاعلة ورادعة ثؤمن لهم الحياة الكريمة . ويأكل القوي حق الضعيف . ويلتهون وتتضاعف سلطة الاستعمار أو الظالم المستبد عليهم.
ضياع يسير بالكثير حيث لا يدري أو ألجوء إلى أماكن أو أناس لا يرغبهم ويؤدي إلى فقدان الحياة الإنسانية . وسمعني عن الكثير يبيع أبنائهم . أو يطردون بناتهم أو زوجاتهم أو أخواتهم ظلما . وحكام يطردون أو يقتلون مواطنين ظلما وجورا .
والجور والضياع الأكبر ضياع الأوطان والعرض والحقوق والعراق وسوريا اكبر دليل على الضياع . وهناك العديد من الدول العربية مواطنيها في ضياع.
وقد تكون بداية النهاية إلى حكام الظلم والاستبداد والقهر.
كاتب وإعلامي أردني