حليب البلد ....
بما اننا الان في موسم الحليب والجميد والسمن البلدي .... فلا مانع من ان نتحدث عن نوع اخر من الحليب ....والحلابين ..
النوع الاخر من الحليب هو حليب الوطن ....ومقدراته وخيراته ......
اما الحلابون في بلدنا فهم كثر....(والشاطر ) من يحلب اكثر ....
لدينا حلابون .....مهره ...من فئة موظفي الحكومه ...العاملين ...والذين امتهنوا (حلب البلد) من اول يوم ....في الوظيفه الحكوميه .....ولم يتركوا بابا للمنفعه الا وطرقوه ....فتجدهم تارة ضمن قوائم المبتعثين على حساب الحكومه ...وبعدها ضمن قوائم المجازين دراسيا ... ....وبعدها تجدهم ضمن المعارين او المنتدبين ...اما السفرات والمؤتمرات والندوات .....فحدّث ولا حرج ......كل ذلك بحثا عن مكتسبات شخصيه ... يقتنصوها اينما وجدوها .....واخر همهم مصلحة مؤسستهم الام التي احتضنتهم اولا ....
واذا ما عاد الى مؤسسته من بعثة او اجازه ...تجده يلهث ايضا وراء اللجان والابحاث والدراسات ...الوهميه ...لا لشئ الا للحصول على مزيد من الحليب .....
لدينا حلابون ايضا من فئة المتقاعدين......الذين لا يترددون في استعطاف زملاء سابقون لهم ...باحثين عن مهمة هنا او مهمة هناك ...مهما كانت متواضعة ...المهم الحصول على بعض الدريهمات....فشهيته التي اعتادت التكسب من وظيفته ما زالت مفتوحه .....
هاتين الفئتين من بعض اصحاب البطون (الجرباء ) كما يقولون .... والذين امتهنوا (الحلب ) لسنوات طويله ....يصعب فطامهم ......
الحلابون المهره ...منتشرون في بلادنا كانتشار النار في الهشيم .....وتجدهم يتنقلون من مكان الى اخر ومن واسطه الى اخرى ....يستجدون الحلابون امثالهم ويستعطفونهم ....لاقتناص فرصة هنا او فرصة هناك .... مكافأة هنا او مكافأة هناك ....
الحلابون لدينا ...درجات ....فمنهم من كان يحتل اعلى المناصب ....ومنهم من كان في الدرجات الدنيا من السلم الوظيفي ......ولكنهم متشابهون ...في طريقة (الحلب ) ...واستغلال وظائفهم ...حتى لو خرجوا منها ...لاسباب غير تقليديه ....
الحلابون ...هؤلاء ...هم سبب رئيسي من اسباب تخلفنا ....وانتشار الفساد بين ظهرانينا .....ومع ذلك تجدهم يسرحون ويمرحون ... (لا من شاف ولا من درى ) ......كان الله في عونك يا وطني .....