أقلية الخاوة والـ كن فيكون

الأقلية ...خاوة وكن فيكون كلنا مع العدل والمساواة والحرية وتكافؤ الفرص وجلالة الملك أول المنادين بتلبية مطالب شعبه المشروعة دستوريا وحث الحكومة على قيادة عجلة الإصلاح بسرعة 300كم في الساعة واستضاف في قصره جميع الفعاليات السياسية والشبابية على شتى أيديولوجياتها وعلى إثرها تم تشكيل لجنة الحوار الوطني لمناقشة جميع ما تجيش به الصدور الأردنية وبعد الاتفاق على جميع القضايا يتم تأطيرها دستوريا وقانونيا حتى تعود الثقة بين جميع الأطراف وصولا إلى تحقيق مستوى الطموحات في المسيرة. أي نعم أن الأغلبية المحتقنة فقدت الثقة بالحكومات نتيجة تراكمات سابقة شوّهت المصداقية والنزاهة والشفافية عند جميع الحكومات إذ تقول ولا تفعل فنسمع جعجعة ولا نرى طحنا ، ونتيجة إخفاقات الحكومة وسياسة السلحفاة واتساع حنق الشارع الأردني تم تكليف البخيت لتنفيذ ما يطلبه الجمهور على وجه السرعة وامتصاص الغضب والحق يقال هناك مؤشرات جدية تدل على رغبة الحكومة في تحقيق مطالب مجدولة زمنيا منها مثال لا حصر إعادة هيكلة الرواتب والإطاحة برؤوس الفساد التي اعتاشت وتعتاش من قوت المواطن ورئيس هيئة مكافحة الفساد طلب منّا قليلا من الصبر والتأني لنرى المفسدين بأم أعيننا ، وأغلبية المواطنين مستعدة للصبر وإعطاء الفرصة للحكومة حتى يتم الحكم عليها بالفشل أو النجاح ، أما سياسة خاوة والآن وكن فيكون عند ( الأقلية ) وخصوصا التي ابتعدت عن الدين وصار دينها وديدنها السياسة يعني دون ريب أن الأقلية تسعى جاهدا لإفشال الحكومة بعدما تيقنت جديتها و شرعت في إثارة اليأس والإحباط والفتن لتمهّد في نقل سيناريو (مصر) إلى ميدان جمال عبدالناصر ففي اليوم الأول طالبتم بإصلاحات دستورية وفي اليوم العشرين لو مُكّن لكم لرفعتم سقف المطالب والذهاب بالأردن إلى المجهول من حيث تشعرون أنتم ولا يشعر المغرر بكم. وما يثير الريبة و الاستهجان أيضا هو موقف بعض الصحافيين والإعلاميين الذين بالأمس القريب قبيل هروب بن علي وتنحي مبارك كانوا ينتقدون المعارضة أشد النقد ، وفجأة نراهم في دوار الداخلية مع المعارضة الأقلية في خندق واحد يطلقون القنابل الصوتية وهذا هو النفاق عينه وأحمد الله أن أقنعتهم كشفت وكما يقال ربّ ضارة نافعة . وأخيرا أود أن أوجه رسالة إلى بعض وسائل الإعلام المستقلة في الداخل التي تعتبر نفسها محايدة ..إذا كنتم ديمقراطيين فلا تجعلوا الأغلبية على الهامش ولا تنحازوا كما هو الحاصل لأقلية الخاوة وكن فيكون.