العقبة تغرق .. والسياحة بخير

أخبار البلد - زيان زوانه 
 

تصدمنا صور شوارع العقبة غارقة تحت الماء وتصريحات مسؤوليها بإنفاقهم مليار دينار على البنية التحتية منذ تحويلها لمنطقة خاصة، وعلى وقع تقليب صفحات الحكومات من "تنمية المحافظات" إلى "الخطة العشرية التنموية"، تستمر الصدمات، وأم قيس، درّة صناعة السياحة الشمالية مثالا آخر، بإطلالتها وبعبقها التاريخي والجغرافي، والجغرافيا السياسية وسحرها الأخاّذ، مسنودة ببنية المنطقة التحتية من شبكة طرق ومواصلات وتعليم، وقطاع زراعي وحيواني نشط، وصناعة منزلية تستجدي التطوير، ما يشكلّ أرضا خصبة لتنمية مستدامة، طالما بقي التاريخ والجغرافيا والطبيعة، وسواعد الأردنيات والأردنيين يزرعون ويفلحون وينتجون الحليب واللبن واللبنة والجبنة والخبز الطازج والتفاح والجوافا والعنب.. من الأراضي والمزارع والبيوت من حولها.

يطغى على أنين أمّ قيس هجران وإهمال، ومسؤول لم يصلها ولم يشاهد ربيعها الذي "يضيع فيه الخيّال"، وتحدّيها لعاتيات الزمن رابضة بكبرياء وأنفة وجمال على حصنها وأمامها طرق مواصلات التاريخ بماضيه وحاضره.

ماذا عن قبور الأنبياء وصحابة رسول الله وشهداء الإسلام ، وكنيسة "رحاب" في محافظة المفرق، وقلعة الشوبك وقصور الصحراء بعزلتها الساحرة، والخط الحديدي الحجازي ومحطة معان وقلعة "الحسا" ولورنسهم؟ وفي مادبا وكنيستها وو.. مصايفنا في جرش وعجلون والشفا وبرقش ودبين وجمال غاباتها؟ ووو….

نحتاج لنبش تاريخ الأردن، لما قبل ما سمته خرائط سايكس وبيكو "عبر الأردن Trans Jordan " وما هو قبل ذلك، عندما مرت شعوب خلدّت حضاراتها على أرضنا الأردنية، بإرث قلّ مثيله، ورغم ذلك لا يكفي، طالما أن المسؤول حاضر غائب، والخطط حاضرة على الأرفف، غائبة عن التنفيذ الفعال، وطالما أن السياحة نشاط شتوي فقط في البحر الميت وفي العقبة الغارقة شتاء.