سهير العلي: ضخت عبق الياسمين الدمشقي في الاداء الحكومي

خاص باخبار البلد - خالد ابو الخير

أناقتها الملفتة تذكر بتأثيرات الياسمين الدمشقي، إذ رأت النور في الفيحاء، أما جديتها ومباشرتها وأحيانا "حديتها"، فعرض ناجم عن مسيرتها العملية.
«شخصية قوية، باهرة، ذكية، تفرض 
احترامها» بهذه العبارة يصفها مقرب منها، ويردف: هذه الصفات، وانكبابها على عملها، 
كما يقتضي، وحتى في جميع أيام الاسبوع دون استثناء حين كانت وزيرة ، ورفضها للخطأ أو لأي كلمة عدا " حاضر"، تعد ايضاً من أكبر مثالبها في نظر مناوئيها.
تلك هي السيدة سهير العلي، وزيرة التخطيط في ثلاث حكومات ، التي اجبرت على التقاعد المبكر في بلد ينادي بتمكين المرأة.
تحمل العلي درجة الماجستير في اقتصاد التنمية من جامعة جورج تاون، وللمصادفة فقط، فإن السفير الأميركي الاسبق في عمان، ديفيد هيل، كان زميلاً لها.

تولت حقيبة التخطيط والتعاون الدولي للمرة الأولى في حكومة عدنان بدران يوم 7-4-2005 وشغلت قبل ذلك منصب مدير عام وممثلاً لمجموعة سيتي جروب في الاردن منذ عام 1996 فكانت أصغر مدير في تاريخ المجموعة، و قبل ذلك ومنذ 1993 شغلت منصب مدير عام المكتب التمثيلي للبنك السعودي الأميركي في نيويورك.
يرى خصومها انها على طريقة المتنبي «خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا"، تألف المنصب، مدللين على ذلك برفضها حقيبة السياحة في حكومة نادر الذهبي، حين كان هناك تفكير بإلغاء التخطيط وإلحاقها بوزارة المالية. وينقلون 
عنها عبارتها: يا التخطيط يا بروّح على بيتي!. لكنها، برأيهم أيضاً، تطمح لمنصب أعلى.
يضيف خصومها أنها ذات علاقات متشعبة، تدلي بدلوها في كل الشؤون، ما أثار أحيانا
نقمة بعض «الزملاء» عليها.
تشارك سهير العلي بعضوية عدد من المراكز القيادية في المؤسسات والهيئات والمنظمات غير الحكومية الحكومية المهنية والأكاديمية والاعمال، من ضمنها: عضو مجلس امناء في الصندوق الهاشمي الصندوق الهاشمي،عضو مجلس أمناء في 
مركز الحسين للسرطان،عضو مجلس أمناء في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، عضو 
مجلس أمناء في الجمعية الملكية للفنون الجميلة، عضو مجلس أمناء في الهيئة الملكية للافلام، عضو في اللجنة التوجيهية للبنك الدولي المعنية بالتنوع الاجتماعي "GERPA"،عضو في المجلس الاستشاري لكلية طلال ابو غزالة لادارة الاعمال، عضو في اصدقاء " يونسيف من اطفال الاردن"، عضو مؤسس في المنتدى العالمي للمرأة – الاردن، عضو مؤسس في جمعية الاعمال الاردنية الامريكية JABA.

كما عينت ، عضوا فيعدد من الهيئات الملكية مثل: المجلس الاقتصادي الاستشاري، ولجنة حملة "الأردن أولا وعضو مجلس إدارة سابق في صندوق الملك الحسين للتميز وجمعية البنوك في الأردن.
يزيد مقرب آخر لها : أنها تمشي على الصراط المستقيم، دقيقة، توثق عملها وتحفظ درسها جيدا، تعرف متى تتكلم ومع من، حريصة أن لا ينقل على لسانها شيء قابل للتكهن أو التأويل. هذه الصفة جعلت علاقتها مع الصحافة محدودة، وعلاقتها مع مجلس النواب طيلة وجودها في المنصب الحكومي، يشوبها الغموض.
"ابنة وسفيرة وادي عربة” لقب اطلقه عليها ابناء المنطقة ، بعد أن اثار نواب وصفها لهم بـ" المطاريد" ، ما نفته حينها جملة وتفصيلا وزادت بأن زارت المنطقة وأهلها وشربت القهوة بمعيتهم.. ثلاثة فناجين.
يتندر منتقدوها بأن "حقيبة التخطيط في عهدها كانت بلا تخطيط، ويرون أنها ركزت على جذب المساعدات أكثر من قضايا التنمية، دون أن تحرز نجاحا يسجل لها، بدليل أن المساعدات بقيت في عهدها ضمن حجمها.
يدافع مؤيدها بأنها عملت على خطين متوازيين: 
المساعدات والتنمية، وبذلت جهودا كبيرة 
موصولة، تؤكد حضور الأردن في المحافل الدولية، ونالت ثقة ثلاثة رؤساء حكومات، ولكن من لا يعرف طبيعة عملها يقول " كف عدس”. ويعزون " اللبس" ” بشأن عملها، كونها جاءت في عهد الأجندة الوطنية وتأسيس هيئة 
"كلنا الأردن” والخطة الاقتصادية للاعوام 2004-2006.

تحرص العلي أن لا تحسب على اي تيار سياسي، فقد برزت أولا كليبرالية، لكنها جعلت بينها وبين جماعة الليبراليين مسافة، وبينها وبين المحافظين مسافة اكبر. انتماؤها الحقيقي لمهنيتها وللوطن. ويصح اعتبارها، وفق احد السياسيين، ليبرالية.. مع وقف التنفيذ.
من مظاهر قوتها انها تفضل المواجهة على الطرق الملتوية.. فهي تقول للأعور "أعور" في وجهه.
لا تقبل الواسطة وترفض المحسوبية حتى من اقرب المقربين اليها، ويعزى اليها تجديد شباب الوزارة، فمعظم طاقمها كانوا يتصفون بالشباب والحيوية.. وما بثته في الحكومات التي عملت بها.

تثق بفريق عملها ، ايا كان، ومنفتحة على الراي الاخر ضمن هذا الفريق.

يتذكر موظفوها موقفها في أحد المؤتمرات بتنظيم من جهة عليا، عندما اصرت على 
حضور أحد المديرين، رغم أن اسمه لم يكن مدرجا في قائمة المشاركين، وكان لها ما أرادت.
وعلى خلاف سيدات أخريات تولين مناصب عامة، ينسب إليها الاهتمام بقضايا المرأة ودعمها.
سهير العلي.. ضخت شيئا من عبق الياسمين الدمشقي في التخطيط، وجهدت أن تثبت أن بينهما علاقة، وليس مجرد ارقام جامدة.
وبعد.. السيدة التي تجلس الان في مجالس المشاهدين، من الغريب ان تبقى هناك، وهي من هي، ولو انها تقول، ما لديها وما رأيها فيما يجري.. لاختلفت أمور كثيرة وتغيرت احوال. لكن القول يحتاج الى من يسمع! وهي ليست ممن ينقلبون من الموقع الحكومي الى مواقع المعارضة بجرة قلم " الاستقالة".