النشامى يلعبون بـ"الشوكة والسكين" ويفتقدون للروح القتالية

اخبار البلد-

 
 لعل لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم لم يقدموا شيئا يذكر في مباراتهم الودية امام المنتخب السوري في عمان يوم الخميس الماضي، ما جعل المنتخب الوطني يخسر تلك المباراة بهدف على أرضه وامام جمهوره، ولعل اهم ما افتقد اليه اللاعبون في تلك المباراة "روح النشامى"، فظهروا وكأنهم اجسادا من دون روح على ارض الملعب، وكثير منهم يمكن وصف ادائه مجازا كمن يتناول الطعام بـ"الشوكة والسكين"، وتفسير ذلك أن اللاعبين يخافون على انفسهم من الاصابات وبالتالي تأثر عقودهم الاحترافية مع أنديتهم الخليجية بصورة سلبية.
محترفون في الخارج لم يقدموا الاضافة المطلوبة مطلقا.. ربما يمكن التماس العذر للمحترفين في الداخل الذين انخفض مستواهم قليلا نتيجة توقف الدوري وابتعادهم بصورة ملحوظة عن اجواء المباريات والاتجاه بدلا من ذلك الى المقاهي و"الكوفي شوبات".
باختصار ليس هذا هو المنتخب الوطني الذي نريد او الذي يمكنه استعادة امجاد الماضي.. ثمة مباراة ودية يوم غد في ضيافة المنتخب السعودي في الدمام، وللنتيجة ابعاد نفسية واخرى تتعلق بالتصنيف الدولي الذي سيصدر يوم الخميس 9 نيسان (ابريل) المقبل، والذي سيكون مقياسا وحيدا لآلية سحب قرعة التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا " الامارات2019" وتصفيات كأس العالم "روسيا 2018".
ومن الواضح أن المنتخب الوطني وفي ضوء ما قدمه من اداء متواضع امام المنتخب السوري الذي يعاني الكثير نتيجة الاحداث التي تمر فيها سورية منذ سنوات، لم يبعث برسائل مطمئنة تفيد بأنه قادر على العودة إلى مكانه الطبيعي في المستوى الاول بالتصنيف، والذي يضم افضل ثمانية منتخبات آسيوية، فأصبح في المركز الحادي عشر طبقا لآخر تصنيف بدلا من المركز الخامس الذي تربع عليه مطولا في العامين الماضيين، ولذلك قد يكون من الصعب او حتى المستحيل ازاحة منتخبات السعودية والعراق وعُمان من طريق النشامى لاحتلال المركز الثامن في التصنيف الجديد، طالما أن النشامى يظهر بهذه الصورة غير المرغوبة اداء ونتيجة.
هذا الامر يعني بقاء النشامى في المستوى الثاني في التصنيف الجديد، وبالتالي سيجد نفسه في مواجهة مع احد منتخبات المستوى الاول الذي يضم حاليا منتخبات ايران واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا والامارات واوزبكستان والصين، وبالطبع مع ثلاثة منتخبات اخرى من المستويات الثالث والرابع والخامس، نظرا لأن كل مجموعة من المجموعات الثماني ستضم خمسة منتخبات تتنافس لبلوغ النهائيات الآسيوية والمرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال.
اداء لاعبي المنتخب الوطني لاسيما المحترفين منهم في الخارج يجب أن يرتقي إلى ما هو افضل مما تقديمه خلال المرحلة التي سبقت او خلال نهائيات كأس آسيا في استراليا بالاضافة الى المباراة الودية الاخيرة، لأن ما يقدمه اللاعبون مع أنديتهم الخليجية يفوق كثيرا ما يقدموه مع المنتخب الوطني، وهذه مسألة يجب أن يبحث بها الجهاز الفني، ومعرفة سبب ذلك وفيما اذا كان يتعلق بخوف اللاعبين من الاصابة او تغيير مراكز بعضهم ما يمنعه من تقديم افضل ما لديه، او غياب الانسجام بين معظم اللاعبين في ظل عدم الاستقرار على التشكيلة الاساسية منذ فترة طويلة.
الاختبار الودي امام المنتخب السعودي فرصة طيبة امام اللاعبين للظهور بمظهر مشرف للكرة الأردنية، والمساهمة في تحقيق قفزة على لائحة التصنيف الدولية، بعد أن عانى المنتخب الوطني من فقدان متواصل للنقاط والمراكز وخرج بالتالي من قائمة افضل 100 منتخب في العالم، وهذا يتطلب من الجهاز الفني بقيادة المدير الفني احمد عبدالقادر قراءة واقعية لواقع الحال واختيار اللاعبين حسب قدراتهم في الملعب وليس حسب اسمائهم، لأن امكانياتهم يجب أن تكون المعيار الاول والاخير عند اختيار التشكيلة التي ستؤدي المباراة المقبلة.