العنوان هو أنت
إذا تحدثنا عن الحرية ، فإننا سنجد الحرية السلبية حاضرة في هذا الزمان ، فليست الحرية بأن أسلب الناس حقوقهم ، وليست هي تلك التي تبيح للإنسان استباحة حياة الآخرين دون وجه حق ! بل إن الحرية أسمى من ذلك ، وهي المحكومة بالضوابط التي تحد من الإفساد في الأرض .
علينا أن نبحث في حقيقة وجودنا ، وأن نعلم أننا لم نأت نتيجة لصدفة ، بل إنه القدر الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه ، وبذات الوقت علينا أن ندرك تماما بأننا مسؤولون عن اختياراتنا التي ستساهم في صنع مستقبلنا وعيش حياتنا .
فلندرك معاً بأنه علينا أن نحدث نهضة ثقافية وفكرية تقودنا ومجتمعنا إلى الأمان الشامل الذي يستطيع أن يمضي بنا إلى تحقيق التطور والنماء بالمستوى العظيم الذي نبحث عنه لأمتنا وعالمنا ، ودون تجاهل لأحد ، ولكن قبل ذلك علينا طرد الجهل من أفكارنا والأنانية من حياتنا.
من الظلم لأنفسنا أن نبحث عن مصالحنا الشخصية فقط ، ونحن نستطيع بالفعل أن نكون نواة لتقدم المجتمعات وارتقائها ، ومساهمين في إحداث تطورها ونمائها.
من المعلوم لدينا ما قيل حول طرق هدم حضارة الأمم والمحددة بثلاثة نقاط محورية تتلخص بهدم الأسرة وهدم التعليم وإسقاط القدوات والمرجعيات !
لذلك علينا التنبه لذلك ، والعمل على دحض المحاولات التي من شأنها إحداث الخلل ، وإبعاد التداعيات التي قد تُحدث العلل !
الثقافة أساس لنهضة الأمم ، والخطر اليوم ليس من الآلة الحربية فحسب بل إن الخطر الأعظم هو من الغزو الفكري المدمّر للشعوب ، والذي يجب أن ندحره عن الوجود من خلال استراتيجية معرفية شاملة قادرة على إمداد الشعوب بالحدود الدنيا من القيم المعرفية القادرة على حماية المتلقي من الخطر .
فإن سألنا أنفسنا ، لماذا نحن على هذه الأرض ؟!
ما الواجب علينا تجاه مجتمعنا ؟!
ماذا ينبغي أن نفعل لأجل الإنسانية ؟!
ما أسباب الحروب التي تحيط بمنطقتنا ؟ وإلى متى ستستمر ؟ وكيف ستتوقف ؟!
لماذا يوجد تهجير للعقول ؟! لماذا لا ننفق على المراكز البحثية بالقدر المطلوب ؟!
لماذا لا نتحول من مستهلكين إلى منتجين ؟!و لماذا لا نكون جزءا من التحسين والتطوير ؟!
أسئلة كثيرة هي التي نستطيع طرحها والتي تنتظر من كل شخص فينا إجابة صادقة مع نفسه، يبدأ بها فكرته التي تستطيع أن تحقق التنمية في مجتمعه .
الكرامة الإنسانية يجب أن تكون محفوظة ، فهي الأمر السامي بالفكر المتألق العالي ، فلنبتعد عن الأنانية ولننظر إلى الأفق الجميل حيث الخير الواسع للبشرية .
والدور ليس فقط على القادة والحكماء الكبار ، بل إنه منوط بكل فرد فينا ، وإن الشباب تحديدا هم الطاقة التي لا تنتهي والتي يجب أن تستثمر بالشكل الصحيح إن أردنا الحفاظ على الكرامة الإنسانية وإن بحثنا عن تحقيق التطور ، وأردنا فعلا أن نصل إلى العدالة الاجتماعية .
ولن يكون المقياس في يوم من الأيام مقدار الكلمات المنطوقة ، بل إنها يجب أن تتعدى ذلك لتكون بأثر الأفعال الموجودة ، وبتأثير الأفكار المنقولة .
علينا أن نتوحد ضد الأخطار التي تحيط بنا من كل حدب وصوب ، وأن نكون المدافعين عن قيم الإباء والشموخ ، وأن نعمل بثقة وصدق وإخلاص .
فعندما وضعت العنوان هو أنت ، فهذا يعني أن كل شخص مسؤول عن تقديم ما يستطيع ، والدفاع عمن يستطيع ، فلست بإنسان قليل ، أنت تمتلك العقل والفكر المنير ، وتستطيع أن ترسم عنوانا جميل ، يقودنا إلى مجتمع مترابط رحيم .
*سفير شباب الفكر العربي في الأردن