عالم يحكمه الفاسدون


ألأمريكيون الفاسدون يقولون إنه لا يوجد واحد ممن تولى منصباً في جنوب شرق أوروبا كانت يده نظيفة . ففي الفترة الواقعة بين 1976 – 2008 تمت محاكمة 25000 مسؤول بتهم فساد في هذه البلدان . ولذا فلا بد من وضع استراتيجية لمحاربة الفساد .

ففي الأيام الأخيرة شاهدنا وزيرة الثقافة الكرواتية " آندريا زلاتار " تعتذر لسوء استخدامها السلطة وحصولها على قرض بقيمة 20000 يورو وتقدم استقالتها وتغادر الحكومة .

وكان قبلها بأيام قد غادر وزير المالية الروماني " داريوس فالتشوف " الحكومة بعد اتهامه بتقاضي رشوة قيمتها مليونا يورو مقابل تسهيلات قدمها لإحدى الشركات عندما كان عمدة .

وبعده قدم مدير هيئة النزاهة الوطنية الرومانية استقالته لأنه كان قد أساء استخدام السلطة عندما تولى مديرية ضريبة الدخل في السابق . 

وكان حدثاً رائعاً عندما بث التلفاز الأوكراني الرسمي واقعة اقتحام الشرطة لمقر الحكومة لتعتقل مدير مديرية الطواريء ونائبه " سيرغيي بوتشكوفسكي " و " فاسيل ستويتسكي " لتقاضيهما الرشاوي عن طريق فواتير المحروقات . وفور ذلك يظهر الرئيس الأوكراني ليعرب عن جديته في محاربة الفساد في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلاده .

وأما قصة " سيلفيو برلسكوني " رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق فقد وصلت إلى كل سكان المعمورة . هذا الذي تصفه وسائل إعلامه بالمنبوذ اشتهر بالفواحش مع القاصرات وب " البزنس " مع مثيله المقبور القذافي . 

كان موضوع الفساد وغسيل الأموال مادة بحث ومائدة نقاش بين الأمريكيين والأوروبيين في بروكسل مؤخراً . ولكني لم أسمع أن أمريكا اتخذت أي إجراء بحق الحاخامات الذين غسلوا أموالاً طائلة مع سيناتوراتها . 

لكنهم أشبعوا نقاشهم حول الوضع في كل من أوكرانيا واليونان وأعربوا عن قلقهم من تداعيات الفساد والرشوة على استقرار بلادهم ؟

واقع تستطيع رؤيته وأنت تطالع مانشيتات الصحف الأوكرانية ( أهلاً بكم في أوكرانيا , أكثر بلدان أوروبا فسادا ) . 

وانظروا أعزائي إلى رومانيا التي دخلت الإتحاد الأوروبي بقوانين تحصّن الفاسدين عام 2007 . ففي العام الماضي قدمت هيئة مكافحة الفساد فيها لائحات اتهام بحق 1138 من بينهم رئيس وزراء سابق ووزيران وسبعة قضاة وثلاثة عشر مدعياً عاماً وأربعة وعشرين رئيس بلدية وغيرهم من رجال الأعمال والسياسيين .

وكان للضغط الشعبي تأثيره في رومانيا . فقد حكم على وزيرة الثقافة والشباب السابقة " مونيكا ريجي " بالسجن لمدة خمس سنوات . ووزير النقل السابق سنتان . وأما " ييلينا أودريا " عضوة البرلمان ووزيرة السياحة السابقة ومرشحة الرئاسة الشهر الماضي والتي أدينت بالإختلاس والرشوة وغسيل الأموال فقد طلبت من تحديث جناحها في السجن ؟!!

وباختصار وصلت نسبة المتهمين ممن تقلدوا مواقع منذ عام 2012 أل 7% . وجهد النواب في رد قوانين تضرهم كفاسدين حتى لحظة اعتقال " آدريان ناستاسي " نائب رئيس الحكومة مطلع العام الماضي .

ورغم نفي " فكتور أوربان " رئيس الوزراء الهنغاري تهمة الفساد عن جميع طاقمه . إلا أن الولايات المتحدة وضعت مستشاره ومدير الجمارك على اللائحة السوداء .

ولا أروع من التسجيل الذي رأيته لملثمين يقتحمون مقر الحكومة التشيكية وهم يقودون رئيس الوزراء السابق " بيتر نيتشاس " للسجن مقيداً ويختطفون كذلك مديرة مكتبه " عشيقته " . 

كل هؤلاء يقولون : " إنهم تعاملوا مع نظرائهم الأمريكيين وغيرها من البلدان . ويضعون الدلائل والبراهين " . 

لكن هؤلاء لا يريدون أن يتقاسم معهم أحد من اختلاساتهم المشتركة . فهي حق لهم ولحاخاماتهم فقط .

أوَ علمتم أعزائي لماذا يطلبون من وكلائهم محاربة التيار الديني ؟ ! 

أشكركم لسرعة بديهدتكم ونباهتكم وسنتواصل .