فراس عودة حجازين يكتب : بلطجة واضحه ضد فريق التلفزيون الاردني
ان من اطلق مصطلح البلطجه واخذ يرددها على شاشات التلفزه ووصف بها رجال الامن ومسيرات الولاء والتأييد على مبدأ من ليس معي فهو بلطجي وكل شخص يخرج بمسيرة تأييد للوطن والملك ويدعو ايضا للاصلاحات السياسيه ومكافحة الفساد فهو مدفوع من الحكومه وعميل للمخابرات وكأنه عميل لجهاز الموساد الاسرائيلي لان مصطلح عميل تطلق فقط لمن يتعامل مع مخابرات دوله معاديه تستهدف امن واستقرار الدوله هم نفسهم من يمارسونها على ارض الواقع وامام خلق الله وقد تختلفون معي او تتفقون بهذه التسميه وهناك من سينعتني بهذا اللقب ومنهم من سيقول عميل للحكومه وللمخابرات ولكن لا يمكنني ادراجها تحت اي مسمى سوى بلطجه.
يوم امس وانا اشاهد شاشة التلفزيون الاردني تم نقل خبر الاجتماع الذي حصل في مجمع النقابات المهنيه بعد ما حدث على دوار الداخليه لبعض الشباب وهنا لا اريد ان اطلق عليهم اي مسمى اخر كالذي اطلقوه على انفسهم مقلدين الشباب المصري والتونسي كوننا في الاردن نعشق التقليد الاعمى دون النظر جيدا بواقع الدول العربيه ولكن اسميهم الشباب واثناء تغطية فريق التلفزيون الاردني لوقائع الاجتماع كغيره من المحطات الفضائيه العربيه قام احد الشباب والذي يجلس خلف الطاوله ويبدو انه احد قادتهم الابطال وبحركه لا تمت للاخلاق ولا لاي مسمى محترم يمكن ان تنطق به كأنسان محترم على هذا الارض وبحركه مستفزه صدمتني عندما قام برمي ميكرفون التلفزيون الاردني على الارض احتجاجا على ما حدث على الدوار وتم طرد فريق التلفزيون من قاعة المؤتمر وللاسف اخذ الحضور يصفقون له على فعلته الشنيعه .
ان هذا التصرف الذي خرج من هذا الشخص وبتأييد من الحضور قد شكل صدمة كبيره هل يجوز ان يتم التعامل مع اجهزة الاعلام الوطنيه بهذه الطريقه وسؤالي ماذا ابقيت ايها البطل الهمام امامك على الطاوله من محطات الردح والنعيق والكذب والتشويه الذين يفتقدون لادنى درجات المصداقيه الاعلاميه جميع تلك المحطات التي شاهدت ميكروفوناتها على الطاوله تنطلق من اجندات خاصه اما للاحزاب التي تنتمي اليها او الدول التي تبث منها وتمولها لانه على ارض الواقع لا يوجد اعلام عربي او اجنبي حر في طرحه فكل يتحدث باسم سيده ومن يقدق عليه بالمال ولو اردنا الحديث عن تلك الدول لاحتجنا الى ايام للاحاطه بكل ما يوجد بها من سلبيات وعورات ولكن المكان لا يتسع لهذه الاوساخ.
يفعلون عكس ما يطالبون به خلال مسيراتهم واعتصاماتهم وعكس الشعارات التي يرفعونها من المطالبه بالحرية والاصلاحات السياسيه والاقتصاديه وحرية الاعلام فكيف بالله عليكم تطالبون بحرية الاعلام وانتم تمارسون ابشع الصور في التضييق على الاعلام وما التصرف اللامسؤول الذي صدر من احدهم لهو خير دليل على ما اقول وكيف بالله عليكم تستطيعون اقناعي انا شخصيا او الشعب الاردني بجدية وعدالة ما تطالبون به وانا ارى العكس منكم فمن اراد الحرية بانواعها والاصلاحات بانواعها عليه ان يتبناها ويطبقها في افعاله واقواله والا فان قناعتنا تترسخ في عقولنا بان مسيراتكم واعتصاماتكم ما هي الا عبثيه ومحاولة زعزعة الامن والاستقرار وخاصة عند اختياركم لمنطقة دوار الداخليه لبناء خيم الاعتصام مع علمكم الاكيد والمسبق ان الامور لن تنتهي بخير والاصل انه ومهما كان موقفي اتجاه الحكومه واعتراضي على سياستها ولكن لن يصل الامر الى رمي ميكروفون التلفزيون الاردني على الارض والاساءه الى اشرف المؤسسات الاردنيه التي كانت وما زالت المناره التي يستضاء بها في المنطقه وكانت المدرسه لا بل الجامعه التي خرجت افضل واقدر المذيعين الذين ساهموا في بناء محطات فضائيه وتلفزيونات عربيه ، وافضل الامثله على ما تحدثت به ان مكتب قناة الجزيره قد اساء اساءات كبيره خلال السنوات السابقه للاردن والملك حسين رحمه الله ورغم المطالبات الكثيره للحكومه الاردنيه لاغلاق مكتبها في عمان على غرار بعض الدول الاخرى الا ان الحكومه الاردنيه رفضت ذلك قطعيا لايمانها العميق بحرية الاعلام باشكاله المختلفه ولا زالت ولغاية الان هذه المحطه القطريه تسيء للاردن بتقاريرها بحيث تضخم الاحداث وتقزم الانجازات الا ان موقف الحكومه لا زال على مكانه بضرورة احترام الاعلام بكافة انواعه.
وسؤالي الكبير والمهم لمسؤولي مجمع النقابات وجميع النقباء وقادة هؤلاء الشباب ماذا سيكون موقفكم لو ان مسؤول حكومي قام بنفس الفعله الشنيعه والمخزية لاحد مراسلي فضائيات الردح والنعيق اثناء انعقاد مؤتمر صحفي هل سيصفق الموجودين له كما حصل داخل المؤتمر الصحفي في مجمعكم ويطالبون هذا المراسل بالخروج مطرودا من القاعه الم يصدر بيانا قبل ايام من قبلكم ومن مركز حماية حرية الصحفيين يستنكر قيام السلطات الليبيه احتجاز مراسلي قناة الجزيره واعتبرتم ذلك فعلا اجراميا يجب محاسبة المسؤولين عنه وهل يختلف ما اقدمت عليه السلطات الليبيه من فعلا اجراميا عما فعله احد قادة الشباب المعتصم ضد التلفزيون الاردني ام ان الامر هنا يعتبر عادي ولا يقع في باب الاجرام كونه تلفزيون وطني ، هل هذا ما تنادون به وتطالبون الحكومه به في مسيراتكم .
وللاسف فاننا لم نشاهد او نسمع اية ردة فعل من مؤسساتنا الاعلاميه ومراكز حقوق الانسان ومركز حماية حرية الصحفيين او من اي كتابنا الكبار تستنكر ما حصل لفريق التلفزيون داخل مجمع النقابات وكأن شيء لم يحدث ويمكن وضعه في خانة ( عادي جدا ) ولم نسمع احدا يريد تنفيذ اعتصام او مسيره ضد ما صدر عن هؤلاء الابطال من تصرف لامسؤول ضد فريق التلفزيون وهؤلاء هم انفسهم من تنادوا وبسرعه عاليه جدا لا بل جنونيه الى استنكار الاعتداء على الصحفيين اثناء المسيرات ويحملون الحكومه مسؤولية كل ما يحدث وسؤالي في هذه الحاله التي حصلت في مجمع النقابات لمن سنحمل المسؤوليه لرؤوساء النقابات ام الى هؤلاء الشباب الغير مسؤول ام الى نقابة الصحفيين ام الى مركز حماية حرية الصحفيين ام الى ما لا نهاية من اسماء ومسميات .
على كل من تسبب وساند وصفق لهذا التصرف اللاخلاقي وساهم بطرد فريق التلفزيون ان يقدم اعتذاره للشعب الاردني ولمؤسسة الاذاعه والتلفزيون وفي حالة اذا لم نسمع اعتذارا او استنكارا من احد فهذا سيزيد من قناعاتنا بان هؤلاء لا يريدون الاصلاح ولا يرغبون به وان اهدافهم ونياتهم تسبح عكس التيار ونقرأ السلام على كل هذه المؤسسات التي تعنى بحرية الصحافة والاعلام.