تحالفات الرمال المتحركة

هو الخبر نفسه، ولكنّ التعامل معه يختلف من وسيلة إخبارية لأخرى: «المتمردون على مشارف عدن»، هذا ما ظللنا نسمعه طوال أمس، على أنّ مَن هُم هؤلاء المتمردون، فهو السؤال الذي يُختلف عليه، أهمّ «أنصار الله»، أم «أنصار الرئيس المخلوع»، أم «الحوثيون»، أم «أنصار الثورة»؟
هُم، بالتأكيد، تحالف الحوثيين مع علي عبدالله صالح، وهو تحالف الأمر الواقع، والمصلحة الآنية، فالطرف الأوّل إيراني التوجّه والدعم، والثاني كان سعودياً خالصاً وصار حليف خصمها التاريخي، ولا يقف وراء ذلك كلّه سوى السيطرة على السلطة.
اليمن ليست استثناء في صحراء السياسة العربية، فتحالفات «الرمال المتحركة» هي التي سيطرت على القُوى العراقية، فالبعث يتحالف مع داعش، والكُرد مع الشيعة، والصدر مع الجيش الجديد، والحديث عن ليبيا وسوريا ولبنان يطول.
عدو عدوي هو حليفي، ذلك هو المبدأ العربي السائد، بما يحمله من التناقضات اليومية، وما ينتج من جروح ودماء، ووحده بنيامين نتنياهو الذي يعرف ماذا يريد في المنطقة، فأمام الكونجرس أعلن بوضوح: عدو عدوي هو عدوي أيضاً، في إشارة لايران وسوريا وداعش والنصرة وحزب الله، وتلك هي الرؤية الواضحة التي تجعل إسرائيل هي الطرف الأقوى دائماً.