الدب الروسى يؤدب الشيطان الأمريكى… ونحن أيضا !!

متى يأتي اليوم الذي تتحلل فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى 52 ولاية، وتشرب من كأس السم والمؤامرة التي نفذوها في الدب الروسي، أقصد ما كان اسمه الاتحاد السوفييتي وينفذونه الآن في المنطقة العربية ؟ نعم كانت مؤامرة لتفكيك الاتحاد السوفييتى بدعوى الحريات وحقوق الإنسان، الشعار الذي ينخدع فيه الجميع من جهة ومن جهة ثانية يجد صداه عند المثاليين أمثالنا.

نعم شعارات حق، لكن يراد بها باطل، وللأسف الشديد ساهم حكامنا في العالم الثالث بديكتاتوريتهم وفاشيتهم في تقديم أوطاننا لقمة سهلة على صينية من ذهب للشيطان الأمريكي.

وللأسف الشديد نجد أنفسنا كشعوب في العالم الثالث بين خيارات أحلاها مرّ. في العراق، الكل يتحسر على أيام صدام حسين بعد الدمار الذى أصاب أرض الحضارة هناك.. في سورية، الكل يتحسر على سورية الأسد "الأب والابن" برغم الديكتاتورية بعد الدمار الذي أتى على الأخضر واليابس.

في ليبيا الكل يتحسر على القذافي برغم تبديد ثروات الشعب الليبي على نزواته بعد الدمار الذي حول برميل النفط هناك إلى برميل بارود انفجر في وجه كل ليبيا.

في أفغانستان.. نتجرع المرار الآن بعد وقوفنا ذات يوم وتجييش أولادنا في كتائب المجاهدين لتحريرها من الغزو السوفييتي، ولم نكن نعلم أن المجاهدين الذين أنفقنا عليهم من دمنا سيتحولون إلى سيوف على رقابنا بفضل الوساوس الشيطانية الأمريكية.

وعندما كان للعالم قطبان، الكاو بوى الأمريكى والدب السوفييتى، إذا أغضبك أحدهما لجأت للآخر، لم يعجب هذا الوضع الأمريكان… ولجأ الشيطان الأمريكي للحيلة الكبرى وهي القضاء على القطب الثاني.

ومثلما أخرج الشيطان آدم وحواء من الجنة أخرج الشيطان الأمريكي الاتحاد السوفييتي من حلبة الصراع حتى يسهل عليه الاستحواذ على العالم كله، وهو ماحدث بالفعل !!

وكانت شعارات الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحريات السياسية والفوضى الخلاقة.. الخ هي الوساوس التي أخرج بها الشيطان دول العالم الثالث من حلبة الصراع والقوة حتى تدور ذليلة في الفلك الأمريكي.. وفي الاتحاد السوفييتي بعد تفككه وجد المواطن نفسه بدلا من التضييق عليه في الحريات السياسية وجد نفسه حرا، لكن بدون لقمة عيش أو غطاء وللدرجة التي تحولت ثرواتهم البشرية إلى أشياء في فاترينة العرض، اشترى الغرب وإسرائيل العلماء والمفكرين وفضّلنا في العالم العربي شراء الراقصات فقط !!

ويكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خيوط المؤامرة ويكشف عنها صراحة منذ ساعات بعد الإشاعات الغربية السخيفة بموت بوتين أو تحديد إقامته بعد انقلاب سري ضده…

يقول بوتين ساخرا: "سيكون العالم مملا بدون إشاعات..

ويضيف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "الآن رأى الجميع الرئيس المشلول الذي قبض عليه جنرال وعاد للتو من سويسرا؛ حيث أنجب طفلا للتو"!

ولمعرفة كواليس الصراع يقول بوتين إن المؤامرة الثلاثية أي اتفاق رؤساء روسيا واوكرانيا وبيلاروس (يلتسين وكرافتشوك وشيفتشوك) في نهاية عام 1991 حول انهيار الاتحاد السوفييتي جعلته يفكر في أبعاد تلك الجريمة. ولم يكشف بعد أسرار المؤامرة الأمريكية لتفكيك الاتحاد السوفييتي تحت الشعار الشهير البروسترويكا، لكنه يكشف النقاب عن إعلانه العين الحمراء في أزمة القرم للأمريكان.

يقول بوتين: كانت روسيا على شفا مواجهة مسلحة مع سفن الناتو في البحر الأسود بسبب جزيرة القرم وأن عددا من مساعديه طالبوه بإعلان رفع استعداد القوات النووية. وقال بوتين إنه اضطر إلى الدفع بمنظومات صاروخية لا مثيل لها حتى اليوم في العالم أجمع، لمواجهة الموقف، بينما ساهمت «شقاوة» ضباطه في إرغام البحرية الأمريكية على أن تلوذ بالفرار هربا من المواجهة.. ويضيف: ما جرى اتخاذه من خطوات وقرارات لإنقاذ «القرم» من الوقوع ضحية عملية انزال سريعة من جانب سفن الناتو بمساعدة الطراد الأمريكي للاستيلاء على القرم، إلى جانب خفايا المواجهة مع القوات الأوكرانية المسلحة في شبه الجزيرة.

قال بوتين إنه وأربعة فقط من رفاقه في القيادة الروسية سهروا ليلة 22-23 فبراير وحتى الساعة السابعة صباحا، للتفكير في السبيل الأمثل لمواجهة تبعات الانقلاب على الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وانقاذه قبل تنفيذ خصومه من اليمين القومي المتشدد لعملية تصفيته بعد الانقلاب عليه واستيلائهم على السلطة في كييف…

قال بوتين إن سفن الناتو انطلقت من الموانئ الرومانية وسارع للانضمام إليها الطراد الأمريكى «دونالد كوك» بهدف حماية «حلفاء الناتو وتوفير الاستقرار في المنطقة» في مياه البحر الأسود، في عملية أدرك بوتين أنها تستهدف الاستيلاء على القرم. وكشف عن أنه أصدر أوامره بسرعة الدفع بعدد من منظومات «باستيون» الصاروخية المضادة للسفن والطائرات والخاصة بحراسة السواحل التي لا مثيل لها في العالم، إلى شبه جزيرة القرم ووضعها في مواقع تسهل رؤيتها ورصدها من خلال الأقمار الصناعية. وقال بوتين إن الأوامر لمثل هذه المنظومات الصاروخية لا تصدر إلا عن القائد الأعلى للقوات المسلحة أي من الرئيس شخصيا. وما إن ظهرت هذه المنظومات الصاروخية على شاشات رادار الطراد الأمريكي حتى سارعت القيادة الأمريكية إلى تغيير وجهته صوب الجنوب، ليلوذ بالفرار قاصدا مضيق البوسفور. ولاحقته مقاتلات «سوخوي-24» المزودة بالصواريخ الاستراتيجية لتحلق 12 مرة على ارتفاعات منخفضة على مقربة منه، ما بث الرعب في نفوس جنوده، ودفع 27 منهم بعد ذلك إلى تقديم استقالتهم من الخدمة في القوات البحرية الأمريكية!.

وحين تساءل المذيع الروسي أندريه كوندراشوف عما إذا كان الرئيس الروسي هو الذي أصدر أوامره إلى المقاتلات الروسية لاقتفاء أثر الطراد الأمريكي، ابتسم بوتين على نحو ينم عن سخرية ليقول:«كلا.. إنها شقاوة من جانبهم».

وعاد بوتين ليعلق على ذلك الموقف بقوله للأمريكان:

».. أنتم على مسافة آلاف الكيلومترات من أراضينا.. نحن هنا.. هذه أراضينا ؟ أنتم ماذا تريدون ؟ أما نحن.. نعرف ماذا نريد. لقد اضطرونا إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات.. وكنا على استعداد لمواجهة أي تطورات لاحقة.. أيا كانت هذه التطورات.

ومضى ليقول.. « لسنا في حاجة إلى أزمات مثل أزمة بحر الكاريبي ( في عام 1962 حين كان الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على شفا مواجهة نووية).. عموما فإن قواتنا النووية دائما على استعداد»… باختصار الغرب لا يعرف إلا لغة القوة لذلك جاءت واشنطن وباريس ولندن وبرلين حين وجدوا لغة الاقتصاد تتكلم في شرم الشيخ… أدركوا أن العالم جاء إلى مصر فأرادوا أن يجدوا لهم مكانا..

لا يعرفون إلا لغة القوة.