الحلاقون والزبائن
توجد العديد من الملاحظات التي يجب أن يتم تسليط الضوء عليها حول بعض الحلاقين ومحلاتهم، ومنها ما سأذكره في هذا النص: بداية من نظافة المحل والأدوات المستخدمة في الحلاقة فنجد أن بعض الحلاقين يقومون بعد الانتهاء من الحلاقة لشخص ما، بمناداة الشخص الذي يليه دون التفكير في تنظيف مقص الحلاقة أو مشط الشعر حتى بمجرد غسلهم بالماء فقط، وعند جلوس الزبون الجديد يقوم الحلاق بنفض أدوات الحلاقة كأنه قام بتنظيفها، وأيضاً عندما يستخدم موس الحلاقة يكتفي بوضع القليل من العطر عليه ومن ثم اشعال النار فيه عن طريق الولاعة، ظاناً بذلك أنه قضى على جميع الجراثيم والفيروسات الموجودة على موس الحلاقة، ولا يعلم أن هذه العملية التي يقوم بها لا تقضي على بعض الفيروسات التي لا تتأثر بدرجة حرارة الولاعة، وأما بالنسبة للتسعيرة تضع نقابة الحلاقين لائحة بأسعار الحلاقة، والأمور الأخرى التي من الممكن أن يطلبها الزبون من الحلاق، ولكن يقرر بعض الحلاقين وضع لائحة خاصة بهم، تتناسب وفقاً للأسعار التي يريدونها، ويعللون ذلك بأنهم يريدون تجميع مبالغ أجرة المحل، وفاتورتي الكهرباء والماء، ولذلك يقومون بوضع هذه الأسعار التي تكون مرتفعة بشكل ملحوظ، ويسعى بعض الحلاقين إلى استغلال الزبائن، فبعد قيام الحلاق بقص شعر الزبون، يقوم باستخدام "سشوار الشعر"، ويقول للزبون بأنه يريد أن يغسل له شعره، وأن يضع له كريماً خاصاً بعد حلاقة الذقن، وعندما يأتي الزبون للمغادرة ودفع الحساب، يكتشف أنه سيدفع مبلغاً أكثر من الذي يتوقعه، وذلك مقابل الأمور الزائدة التي قام بها الحلاق، ولم يطلبها الزبون منه، وإن كل ما سبق ذكره هي تصرفات يقوم بها أغلب الحلاقين، ويجب أن يتم العمل على إيجاد حلول لها.
من الواجب على الحلاقين التقيد بالتعليمات والأخلاق المهنية، والحرص على الإلتزام بمعايير الكفاءة في العمل، فإن الزيادة على الناس في الدفع، لن يكون مفيداً لأي حلاق، بل يؤثر عليه، وعلى عمله بشكل سلبي، وينشر عنه سمعة سيئة، فليس من الضروري أن يتحمل الزبون تكاليف هو ليس ملزماً فيها، وبالطبع ليس كل الحلاقين هكذا، فيوجد الذين يتقيدون بالأسعار، ويلتزمون بالقواعد المهنية، ويحافظون على القيام بعملهم بأكمل وجه، ويقدمون صورة جيدةً عنهم، وعن عملهم، فلا نفع بكثرة المال، دون اتقان الأعمال.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com