الحرب على سورية بين مؤتمرات القاهرة وموسكو وجنيف فماذا بعد؟؟"



في الوقت الذي عادت فيه الاحاديث والتحليلات وتصريحات الساسة تتحدث من جديد عن أحياء مؤتمرات خاصة لحل ألازمة والحرب المفروضة على الدولة السورية، "موسكو2"، جنيف بنسخته "3"، القاهرة "2" ، ومع كل هذه الاحاديث فهناك اليوم حالة تشاؤم بخصوص النتائج والنجاحات المتوقعة او بألاحرى الجدوى من عقد هذه المؤتمرات ،لأن اغلب المطلعين على تداخلات الحرب على الدولة السورية وماتبع ذلك من تغيير بقواعد الاشتباك- يعلمون ويدركون أن أي حديث عن انعقاد جلسات مشاورات تضم شخوص من طرفي المعادلة السورية،أو طرف واحد ، فأنها لن تنجح مرحليآ لوجود العديد من الصعوبات والمعوقات،والنتيجة الوحيدة التي خرجت لنسخ سابقة من هذه المؤتمرات ، هو اشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول والحكومات الوسيطة للتفاوض وعن فرص للتقدم المأمول،مع ان جميع هذه الدول والمنظمات والحكومات تعرف بقرارة نفسها أن الوصول إلى نتائج فعليه في هذه المؤتمرات هو أمر محفوف بمشاكل فعلية، وحتى في حال التوصل لبعض الحلول الجزئيه والمجتزئه فهذه الحلول لن تشكل محطة مفصلية، وإنما خطوة في طريق صعب ومعقد، سيبقي سورية في معمودية النار حتى وقت غير قصير.








فاليوم نحن على بعد أيام من انعقاد مؤتمر موسكو "2" ،والواضح اليوم ان هذا المؤتمر لن يكتب له تحقيق أي انجازات مرحليآ لوجود العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بالمعارضة وداعميها وتمسكهم بشروط مسبقة ، فهذه الشروط نفسها هي من افشلت مؤتمرات سابقة حين طرحت وخصوصآ مؤتمر جنيف "2" لأن قوى المعارضة "ألائتلاف تحديدآ " وداعميها قدموا شروط تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها بسورية ومجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سورية، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للاحداث الميدانية على الارض مع الحسابات الامنية والعسكرية والجيو سياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الاقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن اسرائيل والطاقة وجملة مواضيع اخرى .




فاليوم أذا رجعنا للماضي القريب فقد كان مؤتمر جنيف "2" بالعام الماضي شاهدآ على مهزلة سياسية واخلاقية، فقد كأن الهدف المطلوب الوصول اليه برأي قوى المعارضة السورية الخارجية الممثلة بالائتلاف "الذي يرفض اليوم المشاركة بمؤتمر موسكو "2"هو عباره عن تسليم مقاليد الحكم لهم وهذا كما يقولون هم انه النص النهائي المطلوب الوصول اليه بهذه المؤتمرات، ولكن الا يعرف من قاموا بوضع هذا الرؤية لهذا الائتلاف وهذا الرهان انه في مطلق الأحوال، تعلمنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية - إقليمية - محلية-مركبة الاهداف ، كالحرب التي نعيش تفاصيلها حاليآ على سورية، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بالشيء اليسير فالطريق ليست معبدة بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت الى انفجار اقليمي وحينها لايمكن ضبط تدحرجها او على الاقل التحكم بطريق سيرها ولذلك لايمكن الوصول الى جملة تسويات ونتائج سريعة بسهولة ، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية - الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور.



فلقد كان مؤتمر جنيف "2" بفصولة كاملة هو شاهد على المبعوث السابق الإبراهيمي والأمم المتحدة والفريق الدولي المنخرط في العملية السياسية في الازمة السورية ،، فلقد كان جنيف بكل فصوله امتحانآ لمؤسسة الأمم المتحدة، والدول الداعمة للارهاب على ارض سورية لكشف النوايا الحقيقية لهم وهدفهم الحقيقي من عقد هذه المؤتمرات بفصولها المختلفة، ومع أن هذه الاطراف تدرك ان أي تسوية فعلية للازمة بسورية يجب أن تعكس أولا تفاهماتهم هم على مجموعة من الملفات من كيفية توزيع مواقع الثروة والنفوذ الى مواقع القوة ومناطق النفوذ وغيرها الكثير من الملفات التي مازالت بحاجة الى وقت اطول للوصول الى تفاهمات حولها من كل الاطراف، وبعد وصول هذه القوى الى تفاهمات وتسويات حقيقيه يتم الحديث عندها عن امكانية الوصول الى حلول من قبل الأطراف المحلية الخاصة بالازمة.




ختامآ ،،بهذه المرحلة من الواضح للأن ان جميع المؤشرات الاقليمية والدولية تظهر تصعيدآ واضحآ بين الفرقاء ألاقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدي الى المزيد من تدهورالوضع في سورية وتدهور أمن المنطقة ككل وهذا الشيء متيقنه منه الدولة السورية الان ،، فمجاميع القتل المتنقل بسورية مازالت تمارس علانية القتل والتخريب والقتل المتنقل بسورية، ولدى المنظمات الدولية، بما فيها المنظمات التابعة للأمم المتحدة، رصد ضخم لعمليات القتل والتعذيب والتخريب التي تقوم بها هذه العصابات، واما بالنسبه للمبعوث السابق الابراهيمي الذي نعى مؤتمر جنيف "2" فور انتهائه واعلن بعدها تقديمه استقالته وتخليه عن هذه المهمة يعود اليوم خلفه ستيفان دي ميستورا مجددآ للحديث من جديد عن رؤى خاصة للحلول للأزمة السورية ، ومن هنا نقرأ أن تشعب وتعقيدات الملفات الاقليمية والدولية، وتداخل جهود الحل، سيعقد كثيرآ مسار الحلول للازمة السورية ، والتي يتضح أنها ما زالت تدور بفلك الصراع ألاقليمي والدولي،والواضح اليوم ان جميع هذه المؤتمرات لايمكن التعويل عليها كنافذة للخروج من تداعيات الحرب على سورية ،والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة ،ماذا بعد كل هذه المؤتمرات ؟، وماذا استفاد السوريون الذين هم في وسط هذه الحرب ويتحملون كل تداعياتها من كل هذه المؤتمرات ؟؟........









* كاتب وناشط سياسي- الاردن.


hesham.awamleh@yahoo.com