أنت أعمى .. وحمى الله الأردن
أنت أعمى وأنا أصم أبكم ، أذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الأخر هكذا قال الأديب اللبناني جبران خليل جبران ... كم كنت أتمنى أن توضع هذه المقولة في كل مكان على سيارة سرفيس أجرة خط الهاشمي أو على باص كوستر السلط رغدان او امام وزارة الاوقاف او على جمعية خيرية منهوبة او على الباب الخارجي لدائرة مكافحة الفساد او على ميدان جمال عبد الناصر الذي أصبح اسمه دوار 24 اذار ... مقولة معبرة مفسرة تحدث عن نفسها وبنفسها لمن يستطيع ان يتكلم او لا يستطيع ... من يرى او لا يري فليس المهم ان يكون هناك حوار طرشان او غير طرشان المهم ان نمسك بأيدي بعض حكومة وشعب حاكم ومحكوم ومواطن ومسئول معارضة وموالاه 24 اذار ونداء الوطن أحياء وأموات ... جبران خليل جبران لم يقل هذه العبارة عبثا أو للاستهلاك ولم يتركها في بيروت أو في المهجر فهي رسالة ربما لن تصل الى صحراء بنغازي وشوارع تعز وميدان صفاقس وميدان التحرير في القاهرة ... الحوار جائز ومسموح وأقوى من صوت الطائرات وأزيز الرصاص ووجع الحب والقهر معا فالأعمى لا يرى لكنه يسمع " والأطرش لا يسمع ولكنه يرى ومن لم يسمع ومن لم يرى فهو بالتأكيد يحس بقلبه ويتحسس بيده ومعا نصنع معجزة وحالة وطنية أو عاطفية تمكننا من عبور الجسر او اختراق الدوار او قطع النهار مرتين فيا جبران امنحني قليل من العمى والكثير من السمع فهذا الوطن يحتاج منا ان نحس وندرك اننا بحاجة لبعضنا البعض ... لكن للأسف فلدينا عميان لا يسمعون ولا يحسون ولكنهم ينظرون اللهم ابعد وطننا عن هؤلاء وقربنا إلى من يرى بقلبه ويسمع بوطنه وحمى الله الأردن من كل شر .