إيران وحزب الله

لم تعد إيران وحزب الله على قائمة الجهات المهدّدة للمصالح الأميركية، بل بالعكس فالتقرير الأمني السنوي للاستخبارات أشار إلى جهود طهران في محاربة «المتطرفين السنّة»، وإلى أنّ حزب الله يواجه تهديداً من تنظيمي الدولة وجبهة النصرة على حدود لبنان.
لا يعني هذا الكلام مجرّد تغيير شكلي، ولكنّه يؤكد استدارة كاملة في عربة السياسة الأميركية، ويعترف ضمنياً بشرعية التواجد العسكري لايران وحزب الله في سوريا، وبالتالي فهو يُمّهّد طريق واشنطن دمشق الذي رسمه كلام جون كيري حول اضطرار أميركا إلى التفاوض مع بشار الأسد في آخر الأمر.
من الواضح أنّ التطورات على الأرض هي التي أنتجت هذه الاستدارة الأميركية، فالحرب على داعش في العراق تقودها بغداد الإيرانية، والحرب على داعش والنصرة تقودها دمشق وطهران والضاحية الجنوبية لبيروت، وكلّ الإنجازات العسكرية أتت من تلك الأطراف.
ذلك، كلّه، يضع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب على الرفّ، فلم تعد أخبار غاراته تتصدّر النشرات، والغريب أنّ هذه المياه تجري من تحت أقدام العواصم العربية دون انتباه، ولعلّ قمّة شرم الشيخ تنتبه إلى التهميش الكامل الذي يُقابل فيه العرب، وهم يساعدون عليه في مطلق الحالات.