التفوق النوعي ... للكيان الصهيوني

 

 

اول ما علن عنه وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس لدى وصوله الكيان الصهيوني ضمن جولة في المنطقة حرص بلاده على التفوق النوعي لاسرائيل تسليحا وتدريبا وعدة وعتادا على دول المنطقة بمن فيها ايران وتركيا والدول العربية ... فالتفوق النوعي هو الذي يضمن وجود وبقاء الكيان الصهيوني وهيمنته على كل دول الاقليم ...

 

ولا يعتبر هذ الموقف حصرا بالوزير غيتس ... لأن الادارات الامريكية المتعاقبة حرصت على تطبيق هذا الشعار منذ الدقائق الاولى لزرع هذا الكيان في خاصرة الوطن العربي عام ١٩٤٨ واعتراف ادارة ترومان به بعد دقيقتين من الاعلان عن قيامه.

 

 

 

فالهاجس الأكبر لدى الادارة الامريكية من جمهوريين وديمقراطيين المحافظة على أمن اسرائيل في مواجهة اعدائها وتزويدها باحدث ما توصلت اليه الترسانة الأمريكية من اسلحة تقليدية وغير تقليدية وغض النظر عن تسلحها النووي بحيث ان اسرائيل تمتلك اكثر من ٢٠٠ رأس نووي ... وهي قوة كافية لتهديد أمن العالم بأسره وليس دول المنطقة ... حيث تضاهي الترسانة النووية الاسرائيلية مثيلتها البريطانية علاوة على مفاعلاتها النووية العاملة على مدار الساعة لدعم هذه الترسانة باسلحة الدمار الشامل بانواعها ..

 

اللافت ان حرص الادرة الامريكية على التفوق النوعي الاسرائيلي جاء في وقت يعيش فيه الوطن العربي مرحلة ما بعد الزلزال الذي ضرب تونس ومصر ... ويضرب الآن بقوة ليبيا واليمن ... فيما تعيش دول اخرى ارهاصات هذا الزلزال ونتائجه المتوقعة كالاحداث التي شهدتها سوريا خلال الأيام الأخيرة واحداث البحرين وعمان رغم تطويق هذه الاحداث في بداياتها ...

 

واشنطن وتل ابيب تدركان حجم الكارثة الناجمة عن الزلزال السياسي العربي الذي يضاهي في قوته زلزال اليابان ولكن على صعيد تأثيره السياسي والاقتصادي على المنطقة وعلى الادارة الامريكية ونفوذها في المنطقة.

 

فاحداث التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل في كل من تونس ومصر وليبيا بعد ان اخذت نتائج المعركة تلوح في الافق اثر سيطرة الثوار على اجدابيا بالكامل في طريقهم الى البريقه ورأس لاتوف وهي موانئ النفط المشهورة ... يعتبر في حقيقته هزيمة امريكية لا تقل عن هزيمة فيتنام ... لأن الدول العربية الثلاث الواقعة في شمال افريقيا تشكل امتدادا جغرافيا وبشريا هائلا يسيطر على البحرين الابيض المتوسط والاحمر عبر قنال السويس ... كما يعتبر مصدرا مهما لامدادات النفط والغاز ..

 

وارهاصات الثورة التي تضرب قطرا عربيا ... سرعان ما تنتقل الى الاقطار الاخرى ما يعني ان الثورات العربية ستعم مختلف ارجاء الوطن العربي ولن تقتصر على الدول التي وقع فيها الزلزال ... ما يؤهل الوطن العربي بأسره الى الاستجابة لندء التغيير والاخذ باسباب المدنية واسقاط الانظمة الدكتاتورية التي لا تستجيب لمتطلبت الشعب ولا تلبي الحد الادنى من طموحاته !!!

 

الثورات العربية من شأنها تغيير الواقع العربي رأسا على عقب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والعمل على توثيق الروابط المشتركة على طريق تحقيق الوحدة العربية التي جعل منها الحكام العرب رابع المستحيلات بفضل تكالبهم على السلطة وتشبتثهم بها مهما كان الثمن ... ما يجعل من هذه الثورات الرد الطبيعي على المخططات الاستعمارية والصهيونية مهما تعاظمت هذه المخططات وازدادت اخطارها !!!