ما سرّ الكتاب الذي يفرض على كلّ رئيس أميركي التقيّد به؟

أخبار البلد - 
 
ذكرت اوساط سياسية أن «داعش» ليست سوى فرقة عسكرية أميركية إسرائيلية التدريب والأهداف، وفي كل يوم يأتي دليل إضافي على ذلك، خصوصا بعد ما كشفه سنودن من ارتباط أبو بكر البغدادي بوكالة الأمن القومي الأميركي والموساد، لكن هذا لا يكفي لرفع المسؤولية عن الإنسان المسلم الذي يرى أخاه المسيحي يتعرض لتلك المؤامرة الخطرة، ويخشى أن يفقده الوطن إلى الأبد. وهذا ما يراد للمسيحيين في الشرق خصوصا في الوقت الذي انشغلت فيه العديد من الدول العربية في مواجهة مخطط الشرق الأوسط الكبير، من خلال التصدي للفوضى الخلاقة التي اجتاحتها كان هناك خطر آخر يداهمها يتمثل في تفريغ الشرق الأوسط من المكون المسيحي، والذي بدأ يأخذ منحى خطرا خصوصا في إطار غياب استراتيجية عربية لردع ذلك المخطط، الذي يحمل أبعادا خطرة على الأمن القومي العربي. وذلك يقتضي طرح تساؤلات عن هدف ذلك المشروع وتحقيقه لمصلحة من؟
وتتابع الاوساط بالقول، إذا تطرقنا لمعرفة الهوية الدينية التي تجمع بين كل من اميركا واسرائيل، والتي تتمثل في تيار الصهيونية المسيحية التي انتقلت إلى الولايات المتحدة الاميركية في القرن العشرين، حيث قام المهاجرون الجدد في الولايات المتحدة في بداية الخمسينيات بوضع كتاب مقدس يشتمل على ما ورد في التلمود وبعض أركان التوراة والإنجيل، والذي يضع في أولوياته حماية دولة إسرائيل، حيث يتم تدريس ذلك الكتاب في المدارس، ويشترط علي أي رئيس أميركي سواء جمهوري أو ديموقراطي دراسة ذلك الكتاب.
وتضيف الاوساط أنه في عام 1980 تم تأسيس السفارة المسيحية العالمية في القدس والتي تجسد ذلك التيار الديني وذلك ردا على سحب 13 دولة سفاراتها من القدس استنكارا لاعلانها عاصمة لاسرائيل، ولهذه السفارة فروع في خمسين دولة في العالم وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية ويتناقص ذلك التيار الصهيو - مسيحي مع المفاهيم المسيحية الحقيقية التي ما زال مسيحيو الشرق يؤمنون بها، والتي تتنافى مع الأهداف الصهيوينة الاستيطانية لدولة إسرائيل. ثم ان تهجير المسيحيين من الشرق، يعد كمكسب لذلك التيار الديني الذي يرى في هؤلاء المسيحيين الشرقيين خطرا علي مصالحه، باعتبارهم حصنا منيعا ضد تقسيم المنطقة إلى كيانات طائفية أو مذهبية، خاصة مع انتمائهم للعالم العربي ودفاعهم عن القضية الفلسطينية. وفي سبيل تحقيق ذلك كان من اللازم تنفيذ الجزء الأول من مخطط الشرق الأوسط الكبير وهو نشر الفوضي الخلاقة، من خلال زعزعة الاستقرار في الدول العربية لإضعافها من جهة، وتفكيكها من جهة أخرى. وقد تلاقت تلك الأهداف مع الدور الذي بدأت به القاعدة من خلال القيام بأعمال انتقامية ضد المسيحيين، تجبرهم على الهجرة وبذلك تتحقق مصالح إسرائيل في تحويل المنطقة العربية المحيطة بها إلى مجموعة متشرذمة من الدويلات الصغيرة المتناحرة. ويأتي ذلك المخطط استكمالا لما قامت به إسرائيل، من تهجير متواصل لمسيحيي فلسطين ومن بعدها مسيحيي الشرق وخصوصا مسيحيي لبنان، سوريا، الاردن ومصر ثم التخلص من اي مكون عربي مهم ومحور في الصراع الاسرائيلي وذلك لتنفيذ مشروع يهودية الدولة الاسرائيلية وليكتسي الصراع ببعد ديني يهودي مسلم - يهودي مسيحي حسب زعم المصادر بأن القدس قد احتلت اهمية خاصة نظرا لكونها جزءا من التراث العربي المسيحي، حيث يشير الوضع القائم إلى تضاءل ملحوظ في عدد المسيحيين المقدسيين بسبب سياسة الاحتلال الاسرائيلي وفرض قيود صارمة على حرية العبادة وهذا ما يعتبر كتطهير عرقي للعرب وبنوع خاص المسيحيين.
وتشير الاوساط في ختام حديثها أنه في السنوات الماضية اشاعت دولة الاحتلال بوجود تنظيمات متفرعة من «القاعدة» في الضفة الغربية وهذا ما حمّل تداعيات خطرة على المسيحيين وذلك من اجل تهجير ما تبقى من مسيحيين تحت الدعاوى التكفيرية وفي الوقت نفسه هو ذريعة لاسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني تحت الادعاء بالتخلص من تنظيم «داعش» التكفيري حيث توجه دولة الاحتلال رسالة الى دول العالم بأنها مستهدفة من التكفيريين والتي لم تكن يوما هدفا للجماعات التكفيرية والارهابية.