الدكتور كايد عبد الحق نموذجاً للعطاء العلمي والأكاديمي..
يعد الدكتور كايد عبد الحق من أفضل الأكاديميين ورجال الأعمال الذين كانوا في أحد الأيام يقودون صرحاً تربوياً وعلمياً وأكاديماً بين الجامعات الأردنية، المعتمدة اعتماداً عاماً وخاصاً، وكان بحق نموذج للعطاء العلمي والأكاديمي، الذي ساهم باستثماراته في فتح أبواب الجامعة لمن يرغبون في مواصلة تعليمهم العالي، وتلقي العلم الذي يليق بهم من جامعة كانت تضم خيرة الخيرة؛ من أساتذة مؤهلين، قادرين على إنجاح التجربة العلمية والتربوية والتعليمية، أمثال الدكتور سعيد التل رئيس الجامعة، وما أدراك من هو الدكتور سعيد التل؛ رجل العلم، الأكاديمي البارز، ورجل التاريخ المعروف بحسبه ونسبه وعلمه، فقد شكل هو والدكتور كايد ثنائياً رائعاً لإنجاح تجربة بدأها الدكتور كايد واستمر بها لسنوات طويلة وشاركه في صنع النجاح عاماً بعد عام الرجل الأكاديمي د. سعيد مصطفى وهبي التل إبن الشاعر الكبير عرار، وشقيق دولة الشهيد وصفي التل، وشقيق المرحوم مريود التل رحمهم الله جل وعلا.
الدكتور كايد عبد الحق، أحد كبار المستثمرين، كان يملك أكثر من 85% من أسهم الجامعة؛ تولى مراكز أكاديمية وتربوية واقتصادية منها مديراً في البنك الإسلامي للتنمية، وقد عمل في مجالات الإستثمار المختلفة أكثر من 50 سنة، لذلك يعد الدكتور كايد عبد الحق من رجال الأعمال الذين لا يشق لهم غبار في مجالات الاستثمار، والتربية والتعليم، والتنمية.
حصل الدكتور كايد على وسام عالي الشأن من الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزار باييف بسبب مساهماته العلمية، والتعاون الأكاديمي، والعلمي بين الأردن وكازاخستان، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية، وله بصمات واضحة في مجال التربية والقيادة، وهو متعلق بالأرض والزراعة، ويحب الفلاحين الذين يزرعون الأرض، ويفلحونها، ويحافظون عليها، فالإنتماء بالنسبة للدكتور عبد الحق هو أن العمل عبادة، وتنمية الأرض وزراعتها وصيانتها أسمى درجات حب الوطن.
كان همه الوحيد المحافظة على الجامعة، كصرح علمي كبير، وتعيين الكفاءات والخبرات بالتعاون مع الدكتور سعيد التل رئيس الجامعة؛ صاحب النظرة الواثقة، والثاقبة، وكان الدكتور عبد الحق، والدكتور التل يشكلان فريقاً متناغماً أوصل الجامعة الى أعلى درجات المهنية، والتميز، وما وصلت إليه الجامعة من إنجازات عائد الى هذا الفريق الرائع.
ومن الإنجازات التي يعتد بها والتي تركت بصمات واضحة المعالم على مسيرة الجامعة؛ الموافقة على تنسيب الدكتور سعيد التل باستحداث تخصص هندسة البرمجيات في كلية العلوم الحاسوبية والمعلوماتية، وتعيين خيرة الخيرة من أكاديميين، والنظر في تنسيب الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة على استحداث كلية اللغات والفنون، وكلية الآداب في الجامعة.. كان الدكتور كايد عبد الحق صاحب نظرة بعيدة المدى، يستشرف المستقبل ويعمل من أجل الأجيال القادمة، ولم تغره المناصب، ولم يسعى إليها، بل كان همه الوحيد خدمة المسيرة التعليمية، وخدمة الطلاب، وفوق ذلك؛ البناء، وخدمة الوطن، والعمل على تراكم الإنجازات؛ لتكون الجامعة واحة علم وتقدم وازدهار.
عرفت الدكتور كايد عن قرب من خلال عملي الثقافي وتأليف الكتب؛ فقد قمت بتأليف ما مجموعه؛ ثمان مؤلفات بعناوين مختلفة؛ سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وبطبيعة الحال؛ وزعت الكثير منها على الجامعات، ودور العلم، والثقافة، والمكتبات، فكان يستقبلني بنفسه ولا يسمح لأي سكرتيرة أو مديرة مكتب أن تحجبني عنه، أو تحول بيني وبينه، إنه نعم الرجل الصالح، الإنسان الذي يستقبل ضيفه بترحاب قل نظيره بين الأكاديميين ورجال الأعمال ورؤساء الجامعات، ولم يناقشني يوماً بالأمور المالية إذا تعلق الأمر بالأدب والثقافة؛ كان الدكتور عبد الحق نعم الرجل الإنسان الذي يحب خدمة الجميع على حد سواء.
اليوم؛ اختلف الوضع عما كان قبل سنوات، وأصبح كل من هب ودب يعتلي كرسي الرئاسة في بعض الجامعات الأردنية، ومن لا يملكون الخبرة يحتلون أماكن تحتاج الى تراكم سنوات طويلة من الخبرة، والعمل، والإنجاز، فالواسطة تفعل فعلها، والمحسوبية، وتبادل المنافع، ومن يملك المال يصبح بقدرة المال أفضل من بروفيسور قضى عمره بين الكتب، والمؤلفات، والمكتبات، وهناك أمثلة كثيرة على الجهل والتخلف، إذ من يمتلك المال يمكنه أن يقود رجل العلم كما تقاد الدابة، ويتحكم بأساتذة، ورؤساء جامعات دون أن يكون له من الأمر شيئاً، فالرئيس (أيا كان) لا يملك القرار، ولا يستطيع أن يحرك كرسي من مكانه دون موافقة رئيس هيئة المديرين (أياً كان رئيس هيئة المديرين)، فالسلطة ربما تكون بيد جاهل في العلم؛ ليس لديه أكثر من ثالث اعدادي، ولا يصنف إلا تحت عنوان: الأمية والجهل والتخلف، لكنه يملك الجامعة برمتها، ويساعده هيئة مديرين متخلفة من أهل بيته في بعض الجامعات.
من هذا المنطلق، ومن هنا سنفتح ملف الجامعات الخاصة، ونبدأ من جامعات الشمال المتعددة في القريب العاجل...؟!