انتخابات متأخرة مقابل انتخابات مبكّرة

فاز الليكود وسقطت استطلاعات الرأي العام، وفاز بنيامين نتنياهو وسقط باراك أوباما، وفاز التطرف الإسرائيلي وسقط الرهان الفلسطيني على وجود تطرّف أقلّ، ومع ذلك فقد فاز العرب بتمثيل قياسي في الكنيست دون أيّ أمل بتأثير أكبر على السياسات الإسرائيلية.
مكتب نتنياهو سارع، حتى قبل بدئه بتشكيل الحكومة، إلى التصريح بأنّ على محمود عباس ألا يحلم، مجرد حلم بالدولة الفلسطينية، بل عليه أن يتوقّع عقاباً له على تدخله في مسار الانتخابات الإسرائيلية، ودعمه لليسار!
أقلّ ما يمكن أن يكون عليه الردّ الفلسطيني هو أن تعود الوحدة بين الضفة وغزة، وأن يتمّ الإتّفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت، وأن تظهر فلسطين أمام العالم بشكلها الديمقراطي الموحّد، وهذا يتطلّب جرأة تاريخية من كافة الأطراف.
بنيامين نتنياهو اختار اللحظة المحلية المناسبة لإجراء انتخابات مبكرة، مستفيداً من ضعف الإدارة الأمريكية، ولم يأبه باستفزاز أوباما في عقر داره، فهل يختار الفلسطينيون انتخابات «متأخرة»، في وقت لم يعد لديهم فيه ما يخسرونه؟