سوريا و العراق ضحية صراع الأضداد


يشهد العالم البشري صراعات متعددة في شتى مجالات الحياة فمنها الصراعات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و كلها تصب في انجاز و تحقيق أعلى مستويات للمصالح الخاصة و العامة لكل دولة من دول التصارع المختلف لكن يبقى الامر لما يعيشه العالم بأسره اليوم ببروز قوى استعمارية استكبارية لا هم لها سوى استعباد الشعوب المغلوبة على أمرها أو التي لا قدرة لها على مقارعتها في النواحي العسكرية والسياسية و المالية على حد سواء و التنعم بخيراتها عندها ستكون تلك الدول هي الامر و الناهي بل و الراعي للدول المستعمرة الرازحة تحت نير سطوتها و بما أن الاستعمار يعني التملك و السيطرة على اكبر عدد من الدول الغنية بمواردها والضعيفة بإمكاناتها العسكرية فقد تدخل دولتان أو أكثر في صراع استعماري استكباري من اجل الظفر بمقدرات الدول الغنية في كل شيء و ذات النطاق الواسع من الإمكانيات المتاحة لها سواء كانت تلك المقدرات طبيعية أو غير طبيعية فتنشأ الخطط و تحاك الأساليب المختلفة بين تلك القوتين المتصارعتين و تندلع بينهما حرب أضداد قائمة على محاولة كلاهما الإطاحة بالآخر و بأي ثمن كان بغية الوصول إلى تحقيق أهدافهما ومآربهما وهو ضرب عصفورين بحجر واحد أولهما القضاء على المنافس اللدود و الآخر احتلال الدولة الغنية المتصارع عليها و الغريب في الأمر أن الدول المتحاربة على تلك الدولة الغنية تدخل إليها بحجج واهية و شعارات مزيفة و كانها جاءت إليها فاتحة و محررة لها من سطوة ملوكها و حاكميها مستغلة بذلك الضعف و التفكك و التفرقة التي تعيشها تلك الدولة بسبب النعرات الطائفية التي تعصف بافراد مجتمعها و من هنا و بسبب تلك التناحرات و النزاعات المختلفة بين أبناء الدولة الغنية تستطيع الدول الاستعمارية ان تحتل و تستعبد الدولة الغنية وبعد احتلالها لها فإنها سوف تزيد الحطب للنيران الملتهبة في تلك الدولة من اجل جعلها تدور في دوامة النزاعات و الصراعات المتنوعة المتعددة من دون أن تنتبه لما يدور في المجتمع و بين أفرادها وهذا ما نراه واقعاً فعلاً في سوريا و العراق فلقد أصبحا الضحية الأكبر و الأوفر حظاً من الدمار و الهلاك و ملاذاً و وكراً لكل التنظيمات الإرهابية و المليشيات الطائفية والتفكك والتشرذم والتشضي و السبب في ذلك هو الصراع الاستعماري الاستكباري لكل من امريكا و ايران القائم بينهما في استعمار سوريا و العراق من اجل تحقيق مصالحهما الشخصية و على حساب الشعبين الفقيرين الذين اصبحا مكاناً بارزاً للحروب و النعرات الطائفية و ملاذاً لاشباح الدمار و القتل و انتهاك الاعراض و المقدسات و بيئة مفضلة للقادة و الرموز من انتهازين و طائفين بشى عناوينهم وواجهاتهم المزيفة بالرغم من الاتفاقيات و العهود و المواثيق التي ابرمت بين العراق و سوريا مع امريكا و ايران من اجل حفظ كرامة و استقلال البلدين عنهما و خروجهما من قيود الاحتلال و التبعية لكلا الدولتين المحتلتين للعراق و سوريا بل على العكس فلقد جعلت العراق و سوريا ساحة لتصفية الحسابات بينهما من دون الالتفات الى ما سيعانيه شعبي الدولتين القابعتين تحت الاحتلال من دمار و هلاك و تأخر عن ركب التقدم العالمي وكأن امريكا و ايران بصراعهما العالمي الجديد قد اضحا كالوحشان الكاسران الذان لا رحمة في قلبيهما لشعبي سوريا و العراق وهنا نستذكر التحليل الموضوعي الدقيق من لدن المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني عندما اعطى النظرة و التحليل و التشخيص الصحيح مع وضع الحلول الناجعة للخروج من كل الازمات التي تعصف بسوريا و العراق جاء ذلك في الحوار الصحفي الذي اجرته وكالة كل العرب من المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني معلقاً فيه عن اللاعبين الرئيسين في الصراع الاستكباري في العراق قائلاً : ((لا يخفى على العقلاء ان في العراق لاعبَيْن رئيسين اميركا وايران، أما الآخرون فكلُّهم أدوات بيَدِ هذين اللاعبَينِ يحرِّكاهُم كيفما شاءا ومتى شاءا، واذا حصل أيُّ صراع بين هذه الأدوات فهو مشروط بان لا يخرج عن حلبَةِ السيدين الكبيرين، اميركا وايران، ومن هنا يظهر لكم ان كل ما يقع على ارض العراق هو بسبب هذين الوحشين الكاسرين المُتَغطرِسَينِ، فَمَن كان وجودُه او مشروعُه مخالفاً لأميركا فاِنّها تحرّك عملاءَها وأدواتِها لِضَرْبِهِ ، ومن كان مخالفا لإيران فاِنَّها تحرّك عملاءَها وأدواتِها لضَرْبِهِ ، ومن كان وجودُه ومشروعُه مخالفاً للاثنين ومُعَرقِلاً لمشاريع الاثنين فبالتأكيد هنا المصيبة العظمى حيث ستتكالَب كل القوى العميلة والمرتزقة والفاسدة ضدّه ، وهذا ما وقع علينا قبل الاحتلال وبعده والى مجزرةِ كربلاء وما تَلاها . ))