القطط


 

نشرت المواقع الإخبارية أمس صورة لقطة تخترق البرلمان ..الغرابة لا تكمن في الخبر ولكن في طريقة إخراج القطة .
وما أثار استيائي في المشهد هو قيام أحد الموظفين بحمل القطة من (ذيلها) , وبحضور أمين عام وزارة التنمية السياسية حيث كان يراقب عملية حملها صامتا ...وينظر للموقف بكل هدوء , وهذا ما أظهرته الصور .
من هو الذي قام بحمل القطة من ذيلها ؟
..لا أعرف إسم الموظف ولكنها المرة الأولى في حياتي والتي اشاهد فيها شخصا يحمل القطط بهذه الطريقة ...لنفترض في اللحظة التي كان هذا الموظف يحمل القطة ..لنفترض أن ( الذيل مزط) بمعنى إنقطع ماذا سيكون شعور الموظف وماذا سيكون موقفنا أمام الهيئات العالمية لحقوق الحيوان .
بالطبع سيتهموننا بالإساءة للحيوان , وماذا ستكون تبريراتنا.
..هل سنقول أن الذيل كان يعاني من هشاشة عظام , أو أن القطة كانت كبيرة في السن ..كيف سنبرر عملية (مزط الذيل) ؟ ...عدت لجوجل مساء أمس ووجدت أن هناك طريقة لحمل القطط تتلخص في عملية وضع اليدين تحت الإبط أو ما يسمى بالقوائم الأمامية ومن ثم الرفع ...وهذه الطريقة تعتبر مهمة , لأن اي طريقة أخرى فيها أذى للحيوان ...وبالتالي في دول العالم يستطيع أي إنسان أن يقاضي ( حامل البسه من ذيلها) بتهمة الإساءة للحيوان وتعذيبه ...وخصوصا بعد نشر صور طرد القطة من المجلس .
ماذا لو كانت القطة (حامل) ؟ وأجهضت بعد عملية حملها من الذيل ..هنا تصبح الجريمة مضاعفة , إيذاء القطة وإيذاء الجنين ....بصراحة أول أمس وفي جلسة إستماع عقدها الكونغرس لوزير الخارجية ووزير الدفاع حول الأوضاع في الشرق الأوسط اقتحم أحدهم قاعة الإستماع , وبدأ بإنتقاد السياسة الخارجية للولايات المتحدة ...وعلى الفور تم إخراجه من القاعة , ولكن من دون أن يحمل من (ذيله) تم التعامل معه برفق وهدوء .
السؤال الذي أود طرحه أين يكمن الخلل ؟
هل يكمن في عملية إخراج القطة أم في الطرق الجديدة للتعامل مع الحيوانات ...؟
وأنا أكتب المقال كنت افكر في نتنياهو , فهو يواجه صعوبات جمة في الإنتخابات يا ترى هل سيخرجه الكنيست بنفس الطريقة ....ليست الحيوانات وحدها تحمل من الذيل بعض البشر أيضا يحتاجون أن نتعامل معهم بهذه الطريقة .