عبد الله رضوان يقول كلمته ويمضي


بعد فترة مرض قصيرة، داهمته بشكل عاجل، رحل الصديق والكاتب والناقد المبدع عبدالله رضوان ابن مدينة عمان ثقافيا وابن مدينة الرصيفة مكانيا ووجدانيا دون ان يتمكن العديد من الأصدقاء من وداعه، او القاء النظرة الأخيرة عليه.
شخصيا أعترف أنني لم أزره حتى في مشفاه أو في الوداع الأخير بحكم دوامة الدنيا ومشاغلها التي تحاصرنا يوميا وتدفعنا نحو التقصير بحق الأصدقاء والأعزاء الذين نحبهم ولا نتوقع في لحظة عابرة أن يغادرونا على عجل.
ويجمعني مع الراحل المبدع مسقط الرأس حيث ان كلانا من مواليد أريحا رغم فارق العمر بيننا، لكنني عرفته أكثر حين أصبح مديرا للدائرة الثقافية في امانة عمان بعد الدكتور ممدوح العبادي.
ويحمل عبد الله في سجله الابداعي قائمة طويلة منها أشهر أعماله خطوط على لافتة الوطن 1977 وأما أنا فلا أخلع الوطن 1979 والخروج من سلاسل مؤاب 1982 وأرى فرحًا في المدينة يسعى 1984 والنموذج وقضايا أخرى وأسئلة الرواية الأردنية وغواية الزنزلخت.
حصل على جائزة النقد الأدبي لرابطة الكتاب الأردنيين لعام 1983 عن كتابه النموذج وقضايا أخرى، وجائزة عبدالرحيم عمر لأفضل ديوان شعر عربي، رابطة الكتاب، عن ديوانه يجيئون ويمضون.. وتظل الحياة عام 1995، كما حاز وسام الثقافة الفرنسي بمرتبة فارس، وزارة الثقافة الفرنسية عام 2006 رحل عبد الله أبو علاء وفي مسيرته العطرة سجل طويل من العطاء والمحبة لعمان التي كانت بمثابة الرئة التي يتنفس بها وله حق عليها أن تخلده في شوارعها او ساحاتها وان تقدم له في سفره الاخير ما قدمه ردحا من الزمن وسنوات من العطاء والعمل الدؤوب لتكون عمان زاهية تصدح بالاعمال الابداعية وتزهو بالمثقفين والادباء الذين كان لهم منفذا نحو عالم النشر والطباعة، بدعم من أمانتها،فهل تمنحه ما يستحق أم أنها ستغفل عن لحظات تسجله في ذاكرتها الوطنية.