انتصارات العراق أربكت واشنطن والإقليم
وقال الازهر أيضا ان شيعة العراق يضطهدون السنة ويهجرونهم من مناطق سكناهم ومن نتائج هذا التحول المفصلي في الحرب على الإرهاب ، الذي فاجأ المخطط الإقليمي المعد من قبل الولايات المتحدة ودول إقليمية ، بإطالة امد وجود داعش في العراق وسوريا ، ان الولايات المتحدة هدّدت بان عقد التحالف الدولي ضد داعش، سينفلت بسبب المشاركة الإيرانية في الحرب.
ان هذه النظرة السلبية لما يحدث في العراق ليس سببها المشاركة الإيرانية ، بقدر الانتصارات المتلاحقة للجيش والحشد الشعبي التي فاجأت الولايات المتحدة ، لاسيما وان العراق لم يطلب مساعدة التحالف في معارك صلاح الدين وانه اعتمد وبشكل كامل على قدراته الذاتية. ولهذه الأسباب ، سوف لن تكون هناك أي مفاجأة في تحالف عربي تركي لمواجهة المتغيرات الإيجابية في العراق وسوريا وصولا إلى لبنان . وأبرز هذه السيناريوهات المعدة اعتبار فصائل الحشد الشعبي ، مليشيات خارجة على القانون تقوم بإبادة اهل السنة وإيجاد الذريعة لتجريمها مع حزب الله اللبناني. ان انتصارات العراق في جبهة صلاح الدين ، اسقطت معادلة التوازن بين الجيش العراقي وتنظيم داعش ، وهي معادلة لا غالي ولا مغلوب ، ما يتوجب على الولايات المتحدة والدول الإقليمية الاستعداد مرة أخرى للجم دور ايران والحشد الشعبي وحزب الله اللبناني ، عبر تعزيز قدرات تنظيم داعش ، ودعم قوى المعارضة السورية ، اكتمال سيناريو بدء تركيا بمهمة التدريب والدعم اللازم لقوى المعارضة السورية المعتدلة لتكون قادرة على ضبط إيقاع التوازن بين داعش والجيش السوري ، لضمان حرب طويلة الأمد. غير ان أبرز العقبات التي تواجه حلف سني جديد في المنطقة يقف بوجه تنامي النفوذ الشيعي العسكري ، والسياسي في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ، هي الاخوان المسلمون ، حيث تنقسم الأطراف حول هذه الحركة. أما السيناريو الآخر امام تنامي القدرات العراقية والإيرانية ، في تحقيق الانتصارات الميدانية ، فهو تكوين قوة عربية مشتركة قادرة على التدخل السريع في المناطق المهددة ليس من العدو الصهيوني ، بل من ايران والجماعات المقاتلة ، ان ما يحدث في العراق وبروز قوة عسكرية ذاتية تنسّق مع ايران ، سوف يكون له نتائجه الإيجابية على مجرى الاحداث في سوريا،التي تسير الى الان لصالح النظام فيها ..
بقلم جمال ايوب