وفاتان و120 إصابة أثناء فض الأمن بالقوة اعتصام "24 آذار"
اخبار البلد- آل اعتصام حركة شباب 24 آذار (مارس)، أمس إلى نهاية مأساوية، توفي خلالها مواطنان وأصيب أكثر من 120 آخرين، إثر فض قوات الأمن للاعتصام الذي استمر يومين، على دوار الداخلية.
وبحسب وزير الداخلية، سعد هايل السرور، فإن قوات الأمن اضطرت إلى فض الاعتصام، عقب التصعيد الذي حدث بين أطراف معتصمة، تبودلت فيه الشتائم وقذف الحجارة، الأمر الذي كان يهدد بتفاقم الموقف وحدوث ما لا تحمد عقباه، مشيرا إلى احترام الحكومة لحرية التعبير والتظاهر السلمي.
وكانت حشود حركة شباب 24 آذار، واصلت اعتصامها، أمس، على دوار جمال عبد الناصر "الداخلية"، لليوم الثاني على التوالي، وسط تواجد أمني كثيف، ورشق بالحجارة من بلطجية كانوا يطلقون هتافات ضد المعتصمين.
وجرح أكثر من 120 شخصا على الأقل، كانت من بينهم إصابة واحدة خطرة جرى نقلها إلى المستشفى الإسلامي، إضافة إلى إصابة رجل أمن، على ما أفاد شهود عيان، وسط تعزيزات أمنية مكثفة طوقت "الدوار" للحؤول دون وقوع اشتباكات. وتنوعت الإصابات بين جروح خفيفة وأخرى شديدة، وكسور متنوعة.
وبات المعتصمون ليلتهم الأولى في خيام نصبوها تحت "جسر الداخلية"، بعد أن قامت السلطات بقطع الكهرباء عن منطقة الدوار، في حين أطلق المعتصمون تسمية "دوار الكرامة" على دوار الداخلية. وأدى المعتصمون صلاة الجمعة في منطقة الاعتصام، بعد أن استمعوا إلى خطبة الدكتور محمد سعيد بكر، الذي أكد أهمية تجمع شباب 24 آذار السلمي، وصولا إلى تحقيق جميع المطالب التي تنادي بها الحركة.
بدوره، طالب الأسير المحرر من السجون الإسرائيلية سلطان العجلوني، بتسريع وتيرة الإصلاحات، داعيا الأجهزة الأمنية إلى "وقف أعمال البلطجة التي يقوم بها بلطجية بحق المعتصمين".
وأفادت مصادر من بين المشاركين في الاعتصام، أن وزير الداخلية سعد هايل السرور، ومدير الأمن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي، تواجدا في مقر محافظة العاصمة، الذي يبعد أمتارا عن موقع الاعتصام، وأنهم طلبوا لقاء المعتصمين للتباحث معهم بخصوص مطالبهم، ومطالبتهم بوقف الاعتصام. ولوحظ وجود أمني مكثف خارج منطقة الاعتصام، حيث تواجدت العديد من آليات قوات الدرك، التي أغلقت تقريبا، سائر الشوارع المؤدية إلى دوار "الداخلية".
وأكد المعتصمون أنهم مستمرون بالاعتصام السلمي، ولن يتراجعوا عنه حتى ولو أريقت دماؤهم، ولو أمطرهم " البلطجية" بالحجارة، في حين قال معتصمون إنهم سيواجهون البلطجية بصدور عارية، ولن يردوا على استفزاز البلطجية بأي استفزاز من قبلهم.
وأطلق المعتصمون هتافات منددة بـ"قبضة الأجهزة الأمنية على الحياة العامة في البلاد"، داعين إلى حل مجلس النواب، وإجراء إصلاحات سياسية على سائر الأصعدة، كما نادوا بحكومة برلمانية منتخبة وتخفيف الضرائب. وتلا شباب حركة 24 آذار بيان اليوم الثاني لحركتهم، مؤكدين على عدالة مطالبهم، المتمثلة بتحقيق الإصلاحات والقضاء على الفساد والفاسدين.
كما واصل الشباب إطلاق دعوتهم للإصلاح، من خلال مكبرات الصوت، والمتمثلة بحل البرلمان، واعتبار أن الأمة مصدر السلطات وهي من يمنح الشرعية، إضافة إلى انتخاب برلمان وفق الكثافة السكانية، والمطالبة بانتخاب مجلس أعيان بالتساوي بين المحافظات. كما تشمل المطالب، تشكيل محكمة دستورية، وتأليف حكومة أغلبية منتخبة، وكف يد الأجهزة الأمنية عن الحياة العامة، فضلا عن اتخاذ إجراءات سريعة مباشرة لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين. وقال أحد المعتصمين زيدان عاشور لـ"الغد": "أنا لن أنتقل من هذا المكان إلا بعد تحقيق جميع المطالب"، التي وصفها بأنها "عادلة وتمثل مطلب أغلبية الشعب الأردني الصامت". بدورها شددت الشابة جانيت برهان على عدالة المطالب، داعية إلى تحقيق الإصلاحات التي تلبي حاجات الأردنيين، مضيفة أن "الشباب اليوم لم يعودوا قادرين على احتمال مزيد من تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية، وجميع المطالب هي مطالب إصلاحية".
وردد المتظاهرون، الذين نصبوا خياما للمبيت فيها "الشعب يريد برلمانا جديدا"، "دولة مدنية لا دولة أمنية"، "ثورة ثورة سلمية حتى نعيد الحرية"، "بالروح بالدم نفديك يا أردن"."بالروح بالدم نفديك يا أبو حسين"، كما رفعوا الأعلام الأردنية وصور الملك عبدالله الثاني.
وشدد المعتصمون على سلمية الاحتجاج وتواصله، هاتفين "سلمية سلمية ثورتنا سلمية"، و"يا أبو حسين خلصنا من الفساد والفاسدين". وحمل شباب لافتات حملت شعارات "يكفي فساد" ، " نريد الحرية"، "مللنا من القبضة الأمنية".
كما حمل شباب من المعتصمين خيما بلاستيكية ورفعوها إلى الأعلى مقابل "البلطجية"، للوقاية من "رشقات" الحجارة، غير أنها لم تحل دون إصابة العديد من المعتصمين بجروح في الرأس نتيجة لإلقاء الحجارة.
وباءت محاولات رجال الأمن لمنع "البلطجية" من إلقاء الحجارة بالفشل، غير أن العديد من المعتصمين حملوا رجال الأمن المتواجدين بكثافة، مسؤولية استمرار إلقاء الحجارة من قبل "البلطجية". وهتف المعتصمون مطالبين مدير الأمن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي، بالإيعاز لرجال الشرطة بمنع البلطجية من رشقهم بالحجارة، والاعتداء عليهم. وأسعف العديد من الجرحى الذين أصيبوا من جراء إلقاء الحجارة إلى المستشفى الميداني الذي أقامه المعتصمون تحت جسر دوار "الداخلية"، حيث قدمت لهم الإسعافات الأولية من قبل أطباء وممرضين متطوعين، وشوهد عشرات من المعتصمين وهم ملفوفو الرأس والأيدي والأرجل جراء إصابات لحقتهم بسبب حجارة ألقيت عليهم من قبل بلطجية. ومن بين الجرحى الذين أعلن المذيع الداخلي إصابتهم بجروح كبيرة، وبأن حالتهم خطرة، الناطق الإعلامي باسم تجمع شباب "24 آذار" معاذ الخوالدة