هامان
لنْ تِكونِ لَهُم جوْلة أُخرى لا بُدَّ أنَّها الاخيرة فليحزموا....
كان لهامان وزْنَه التاريخيّ في حضارةِ موسى و فرعون مصر, هذا ما أكّد ذكره في صورة اعجازيّة القرآن الكريم , تلك الشخصيّة التي اقْتَرَنَت بِأعْتى ملوكِ الفراعنة والتي سطّرت بهيروغليفيّة لُغتِها المُعَقّدة تقريرمصير حضارة بأكملها بعد تكذيبٍ للحقائق وتزييفٍ لصورة الحقّ والعدْل وتلاعب سياسي ماكرٍ بدأ استغلالاً واستعلاءاً وانتهى كفراً وغرقا...وقد كَثُرَ في الحكم السياسيّ العربيّ القاب هامانيّة قلبت الموازين وأخفت مصالحها الشخصية بين ثنايا انتمائها وولائها الزائفين وأحرقت بتمكّنِها الرسميّ وطموحها الاناني كُلَّ نفسٍ وطنيّ او فكرٍ اصلاحيّ قد يكشف مع الأيام حقيقة وجهها المنافق... ونحن في الاردنّ ما زال ثُلَّةٌ من الهامنيون يتسلقون سلَّم الشَّهوات ... يمثّلون صباحاً كيف صارت نشميتهم ويتلاعبون مساءاً بالنسيجِ الوطنيّ في تجسيدٍ واضحٍ لشخصيّة هامان المُدمّرة,,, تلك البِطانة بألقابِها المُختلفة هُم مَنْ يُجَمِّلون الاخطاء, ويحتكرون متعةً في جبروتهم الرياء, جلودهم ناعمة وملساء ... هم من يقفون عائقا امام مسيرة الاصلاح ويتقنون أدوارهم في مسرحية الديمقراطية باحترافيّة عالية وهم الرقم الوطني المدبلج المسؤول عن حجب صورة الشعب الحقيقيّة وقد حققوا أطماعهم ولا غرابة في ذلك حين أفسدوا أخلاق الشعب قبل ذلك... توارثوا المناصب وغيّروا وجهة المراكب وقالوا أنّ الاردن في صموده لا بُدَّ أنْ يُعاقب...تلك عجائبهم حين تسابقنا بنخوتنا الى سِجلِّ العجائب.... ولن تُقبل شهادتهم مهما علت أصواتهم.
انّ القادم على الاردن ليس سهلا ,بعيداً عن الخطاب الرسمي والمعادلات الاعلاميّة الامْنيّة والعَسْكريّة ومؤتمرات الوسطيّة وغيرها التي لا تسمن ولا تغن من جوع في مرحلة ستَفْرِضُ صرامة المصلحة الغربية تزامناً مع صراحة واقعنا الاجتماعيّ ومعاناتنا الماديّة والفكريّة وستكون الغلبة فيها لصوت الشعب بعد أنْ تُكْشَفُ عورة المنابر السياسية التي تدّعي الاصلاح واللحمة الوطنيّة ,فقبل أنْ ننتهي الى ما انتهى اليه غيرنا من فوضى اجتماعية وسياسية ماذا عسانا أنْ نفعل؟ هل نُعيد حساباتنا في سياسيتنا الداخلية اولاً ونَعْدل في بنائنا القانوني الدستوري ونُمْعِنُ النّظر في جديّة التحرّك الاصلاحيّ , ولما لا يكون الملتقى مع الطرف الأخر ثقاقيّ انساني وطني خالص يعتريه الاحترام ليس شكلياً ساذجاً لغرضٍ اعلامي أو اجتذابٍ عارضٍ مؤقتٍ لحاجة أمنيّة أو تشبثاّ عشائرياً واهم...
ولأنَّنا مُلزمون بالفجوة السياسيّة التي خلّفها الهامنيون نقول أنّ خياراتنا السياسية ضيّقة ومُحْرجة هذه الايام فَعَدَوّ اليوم قد يكون حليف الغد والعكس صحيح ولكنّنا في اتِّباع ومسايرة سياسة كهذه هذا لن نتجاوز الحالة السياسيّة الروتينية القديمة ....ولكن باعطاء اولوية لداخلنا في منطقِ صريح,في نفس الوقت الذي نحتفظ فيه بمقاربة وطنية حقيقية تمكِّنُنا من احتواء التغيّر الثعلبيّ في السياسة الغربية هنا وهناك , فقد يخدمنا ذلك فقط في كسب وقت ما نحن بأمسِّ الحاجة اليه في القريب العاجل وهوهدف لا يستهان به فهناك من يلعب بالبعد الرابع...
ايماننا في حلفائنا مّخَدّر يتلوه ألم ...وهتكُ بُعدنا الذهني سارية بلا عَلَم....
هامان ليس بعيداً عن بروتس فهم توأمان من روح واحدة....
shnaikatt@yahoo.com