زلة لسان كيري

لا يصدق الانسان العربي أن الاخطاء التي يقع فيها المسؤولون الاميركيون ويعتبرونها زلة لسان، بل هو مقتنع أنها تعبر عن عقل وضمير المسؤول الاميركي، خاصة اذا كانت الزلة لمصلحة اسرائيل.

في المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي اجتهدت مصر لاقامته في شرم الشيخ، الجمعة، من أجل مستقبل مصر، كاد الخطأ الكارثي لوزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، خلال كلمته حينما قال: "لا بد أن نسعى جميعا لأجل مستقبل إسرائيل" قبل أن يتراجع سريعًا، ويصوب الخطأ، قاصدًا مصر، ان يفسد على المصريين فرحتهم.

اخطاء المسؤولين الاميركيين كارثية بالفعل، فالرئيس الأميركي باراك أوباما وقعت منه زلة لسان؛ ففي زيارته إلى روسيا، عندما كان فلاديمير بوتين، رئيسًا للوزراء، وصف "أوباما" بوتين، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الروسي، بأنه رئيس البلاد، ما أعطى انطباعا على نطاق واسع أن بوتين ما زال يحكم روسيا.

أما صاحب الزلّات التي لا تعد ولا تحصى؛ فهو نائب الرئيس جو بايدن، حيث وصف منصب نائب رئيس اتحاد الطلبة في احدى الجامعات الاميركية بـالحقير والتافه.

كما زل لسان بايدن يوما واتهم تركيا بأنها مسؤولة عن ظهور داعش، قبل أن يعتذر هاتفيًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم تسلم الإمارات والسعودية من زلات بايدن، واتهامهما بتمويل الإرهاب، وأن همهما الوحيد خلال تمويل الجماعات المتطرفة كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

لو كانت زلة لسان كيري لمصلحة مستقبل اميركا، لكان من الممكن تبريرها، واعتبار المصلحة الاميركية في سلم اولويات كيري، وتضغط على تفكيره وكلماته، أمّا أن تكون لمصلحة مستقبل اسرائيل، فإطلاقها لا يمكن ان يفسر حسن نية.

المواطن البسيط عندما يخطئ في لفظ احرف الدلع لزوجته، وبدلا من أن يقول لها يا سوسو يقول فوفو مثلا، فانه يدفع الثمن غاليا، فهل يفكر أحدٌ في ان يفرض ثمنا على كيري لانه اخطأ في اسم الدلع "مستقبل اسرائيل".