إيران قوة بازغة


 

شئنا أم أبينا فقد أصبحت إيران قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب، خاصة بعد أن بسطت نفوذها المباشر في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ونفوذها غير المباشر في كل منطقة الشرق الأوسط.
أميركا كانت أول من اعترف بهذه الحقيقة فقررت التعامل معها وبناء جسر أميركي إيراني يضمن أن تتحرك إيران بحرية في المنطقة بالتفاهم مع الحليف الأميركي.
كدفعة بالحساب سيتم توقيع اتفاق نووي مع إيران من شأنه توقيف العمل في تصنيع السلاح النووي عند المستوى الراهن، ولكن مع المحافظة على جميع التجهيزات كما هي، وسيكون ذلك مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية بالتدريج مع إجراءات بناء الثقة.
الأطراف المعنية لم تنتظر حتى تتم فصول الرواية القادمة بل بدأت في إعادة التموضع على ضوء الواقع القادم.
الأردن بدوره لم يتأخر عن التجاوب مع الوضع القادم، فقد قام وزير الخارجية بزيارة مفاجئة لطهران حاملاً رسالة ملكية إلى الرئيس الإيراني، ومع أنه لم ينشر شيء عن مجريات اللقاء، إلا أن الأرجح أنه تناول التنسيق والتعاون في الحرب على داعش. وليس من المستبعد قيام علاقات تجارية واقتصادية هامة بين الجانبين.
ما يحصل حالياً هو عملية فك وإعادة تركيب للعلاقات الشرق أوسطية ومن الأرجح أن إيران هي الطرف الرابح خاصة إذا رافق ذلك رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، إذ أن تجميد مشروعها النووي عند وضعه الراهن يعتبر بالنسبة لها بمثابة وقت مستقطع، وإجازة مؤقتة يمكن قطعها واستئناف العمل في أي لحظة.
السؤال الآن: ما هي تداعيات التقارب الأميركي الإيراني على الدور الإيراني في سوريا والعراق، وهل سيتم تهدئة حزب الله كأداة لردع إسرائيل عند اللزوم، وكيف ستنظر إسرائيل إلى الواقع الجديد.