ماذا بعد ؟؟؟!!!

 ماذا بعد ؟؟؟!!!

مصطفى خريسات

 

    هناك حملة تصريحات منظمة من قبل المعنيين , وصناع القرار في البلاد تتحدث عن محاربة الفساد, وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص, وتشكيل لجان للدراسة والحوار وتعيين الاصدقاء والمعارف (!!), واعادة ترميم واحياء أخرين وتلميعهم ودفعهم الى الامام..., لكن على ارض الواقع المرير المتعب لا يوجد ما هو ملموس, يجعل المواطن الغلبان في القرى والمدن يشعر في الامان, وراحة البال.

 وكأن موضوع الطبطبة والتسليك لتمرير هذه المرحلة هو السياسة المتعبة لتهدئة الامور  والمواطن الاردني لدية القناعات بغض النظر عن التصريحات التي يطلقها المسؤولون بعدم الاصلاح بل وعد الجدية في ذلك , ولن يكون هناك محاسبة وان تمت المحاسبة فتقع على أحد الاشخاص المساكين كحارس  كما حدث في محطة زي , فمنذ سنوات عندما تلوثت مياه الشرب بمياه المجاري وكانت النتيجة فصل حارس محطة زي , او مراسل يبيع طوابع في احدى الوزارات , والذي يفصل لأنه استغل ساعات الدوام لبيع الطوابع على المراجعين ولا عن موظف صغير هبش من دون علم مسؤوليه , ولا عن مسؤول اكل لوحده دون اطعام المسؤولين الاخرين .

المطلوب على ارض الواقع جعل المواطن يقتنع ان هناك جدية في الطرح, والممارسة لانه عيب , و من غير المقبول ان نتحدث منذ ثلاثين عاما عن الفساد ولغاية الان لم تلقى اجهزة الدولة القبض على فاسد حقيقي بعيدا عن تصفية الحسابات بين الكبار رغم اننا انشأنا مؤسسات لمكافحة الفساد , واخذنا عليها المنح و المساعدات من الدول الاوروبية لدعم هذه المؤسسات , لكنها بقيت بحاجة الى من يكافح الفساد فيها .

اذكر منذ التسعينات ولغاية الان و على مستويات المسؤولية جميعها تحدثوا عن مكافحة الفساد  لكنهم كانوا و ما زالوا يرددون بأسلوب ساذج بتثبيت ذلك الفساد من خلال الادلة و البراهين التي تثبت ذلك!!!و كأن الفاسد سيترك خلفه دليل او ادانة ضده و بقينا ننتظر الوثائق, و الادلة حتى اصبح الفساد مؤسسة تمارس دورها بشفافية ووقاحة دون ادنى اكتراث و خوف من محاسبة او مراقبة .

الغريب العجيب !!! امر هذا البلد الذي يدفع  هولاء المترفين(رجال البزنس و القطاع الخاص) في المناصب و ويزاودون  بالحرص على الوطن, والمال العام, والاغرب من ذلك ان هؤلاء اللذين يديرون دفة البلاد يتحدثون عن الكفاءة, بل و يطلبون تعيين الكفاءات علما بان معظمهم ليس لديه اية كفاءة والدليل على ذلك حالة الانهيار في هذا الوطن الذي تعب الاباء والاجداد على وضعه التي سلمه هذه الزمرة التي لا تعرف الا نفسها والوطن اخر ما تفكر فيه او تضعه على جدول اعمالها .

والاغرب من ذلك كله ان من يرفع صوته عاليا هو من يحقق المصالح والفائدة, هم الذين يؤيدون لمصلحة الخاصة ويعارضون لنفس المصلحة ايضا, و الدولة لا تتجاهلهم في تقسيمة الحصص والمواقع وتقوم الدولة بأجهزتها المختلفة بمحاولات لاستيعابهم واستيعاب احزابهم من منطلق انهم يمثلون المعارضة واحتوائهم وارضائهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لضمان سكوتهم لتمر هذه المرحلة على خيرو سلامة .

 ان هذا الاسلوب في التراضي لبنه من الغباء, الشيء الكثير لان الاغلبية الصامتة في المحافظات الاردنية ليست راضية ايضا على الوضع الراهن لكنها تنتظر كيفية التعامل معها ، خاصة وانها تعي تماما حالة التجاهل لهم واعتبارهم (هتيفة) ولا يوجد لهم وزن الا عند طلب الفزعةلإظهار من معي ومن ضدي .

 

ارجو ان يعلم صناع القرار ان حالة الاحتقان لدى هؤلاء في ازدياد, فهم يريدون انجاز فعلي على ارض الواقع, وفي القاء القبض على الفاسدين وعلى من دمروا اجهزة الدولة وفككوا مؤسساتها وباعوها بالقطعة وراء القضبان .

في مصر عندما اصبحت الجدية هي الشعار في ثلاثة ايام كان وزراء الداخلية والسياحة والاسكان وراء القضبان, لا ليسوا بحاجة الى دراسات ولجان ووثائق, اما في غياب الجدية فيحدث كما يمارس عندنا للأسف .

منذ اسبوع وانا ابحث عن دولة في العالم تبيع مطارها ومينائها الوحيد ؟؟ لم اجد غير الاردن!! قامت بهذا العمل المشين, فالذي اتخذ هذا القرار فهو فاسد تماما كالذي سرق, والذي يبيع ويشتري بأراضي الدولة والخزينة , والمسؤول الذي يلغي القوانين , و هو محامي و الذي يحيل العطاءات و الاستشارات ليفيد زوجته و اهله و اقاربه و معارفه هو ايضا فاسد , والذي يتحدث عن استثمارات وهمية يكذب فيها على الناس وهو ايضا فاسد لاننا لم نرى مشروع استثماري واحد يقنع الناس بجديته في الاردن , لذلك اشعر بالسخرية .

عن اي استثمار يتحدثون...عن استثمار العبدلي الذي حضر المستثمر الى عمان ولم يحضر معه فلسا او قرشا واحدا من خارج الوطن, بل قام بالاقتراض من البنوك الاردنية بكفالة الحكومة, اما البوتاس التي بيعت الى الكنديين بقروض من بنوك اردنية .

 اين هؤولاء المسؤولين الذين اتخذو مثل هذه القرارات المخزية, التي لا تنم  الا عن الافراط بحق الوطن و المواطن وغيرها الكثر؟؟ .

لماذا لا يكون هنالك عقاب امام الناس ليعرف الناس ان هناك عقاب لمن اخذ ومن سيأخذ ليكون عبرة لغيره !! .

اذا استعرضنا المواقع و المناصب نرى ان التوريث اصبح هو الاصل في البلاد عن باقي العباد, فهم اتباع و حمولة زائدة واجبها ان ترضى بالقليل و ان تشكر على النعم و ان تدفع ما عليها من ضرائب, لان هذا سبب وجودهم في البلاد و (كأن اسيادكم في الجاهلية و اسيادكم في الاسلام) .

من قال ان الاردنيون يريدون ملكية دستورية؟؟؟الذي يريد هم حفنة قليلة من الاحزاب و التيارات التي لديها الاجندات الخاصة بها, تتميز بصوتها العالي رغم ان نسبة حضورها بالشارع الاردني لا تقارن بعدد الشعب الاردني, لكنها ترعب المسؤلين الاردنيين لذلك يطلبون ودها .

الاردنيون ابناء الوطن يريدون ان يروا الاصلاح الحقيقي بكافة اشكاله, وعلى كافة مستوياته... يريدون ان يروا ان الوطن اعيد لهم بعدما انتزع منهم و ليس مزرعة لغيرهم فهذا الاصلاح و النزاهة و العدالة الاجتماعية هو مطلب ابناء الوطن, و بغير ذلك لا سمح الله فسيكون كل شيء مباح, لان الاغلبية الصامتة ليست بالشكل الذي يتوقعه البعض, لانها ان تحدثت سيكون حديثها مختلف عن الاخرين .

وحمى الله الاردن