بناء القدرات الشاملة في الشرق الأوسط
يُحدد الدستور الأمريكي الصلاحيات الممنوحة للرئيس بما يلي : ( سلطة إعلان الحرب، سلطة كبير المفاوضين الدبلوماسيين، سُلطة إبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية) ، أيّ أنَّ الرئيس يعتمر القبعة الدبلوماسية والحربية والسياسية معاً، وخلال التاريخ المديد للولايات المتحدة خاضتْ أمريكا 153 حرباً خارجية – عن طريق التدخل العسكري المُباشر – فضلاً عن حروب أخرى غير مُباشرة ، منها حرب فيتنام وغوانتيمالا وكوريا وكوبا وغيرها من الحروب ، منذ أيام واشنطون الأب وجيفرسون وإنتهاءاً بأوباما.
ثلاثة حروب فقط أخذتْ فيها الولايات المُتحدة رأي الكونجرس ، أو بالأحرى استشار فيها الرئيس الكونجرس، تجاوز المرجع هذا يعني أنَّ القاعدة هي الأمن القومي الأمريكي، ولا دخل للسياسة في السيادة الأمريكية وفي تقرير مصير السياسة الخارجية الأمريكية المبنية على المصالح المُتبادة، والشاذ في صنع القرار العسكري أو الحربي في الولايات المتحدة هو أخذ رأي الكونجرس.
ما الذي يعنيه اعلان أوباما بأنه سيقوم بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا (في منتصف سنة 2014) وتحريك الأسطول السادس فوراً ، وإنشاء غرف العمليات في دول "الوكالة" – قطر والسعودية والأردن – وبالرجوع إلى رأي الكونجرس في توجيه تلك الضربة !! صحيح أنَّ الكونجرس يُناقش دعم الدول الحليفة – منها الأردن – عسكريا ومادياً – على الملأ وأمام الإعلام ، بَيدَ أنَّ الرجوع إلى الكونجرس على الرغم من الرئيس يمتلكُ حقاً دستورياً يعني أكثر من مناورة سياسية أو توجيه رأي عام.
فور إعلان نبأ الضربة الأمريكية قامتْ الجماعات الإسلامية المسلحة في كل من اليمن والسودان والعراق وليبيا وسيناء بالتوجه إلى سوريا، ومنذ هذه اللحظة بالذات، وعند تخوم هذا الحدث ظهرتْ داعش كقوة جهادية مُنظمة، إذن العملية استخبارية بكل ما تحمله الكلمة منْ معانٍ.
وصلتْ الولايات المُتحدة في السنوات القليلة الماضية إلى القدرة العملياتية الشاملة (FULL OPERATION CAPACITY) في منطقة الشرق الأوسط ، وهذا يعني تطويرها لمنظومة من البنية الحيوية التحتية تُتيح لها التوغل لوجستياً وخلق مناطق آمنة لمصالحها، والتحول من بيئة التحول إلى إستراتجية الاستباق.
إنَّ بناء تلك القدرة العملياتية الشاملة foc)) يعني تطويرها لجيل جديد من الفرق الفنية وغرف العلميات المُختصة بالحروب الإلكترونية وأجهزة الاستشعار وأنظمة الإنذار المُبكر ، يُوازي ذلك تطور العمل الإستخباري عبر وكالة المخابرات الأمريكية وأذرعها – من شركات ومؤسسات ومنظمات – بهدف الوصول إلى التكيف التكتيكي مع أيّ طارئ.
تُمثل جماعة "داعش" مثالاً ناصعاً للخطط الأمريكية على المستوى الإستراتيجي والعملياتي والتكتيكي معاً، وفي قراءة السيرة الذاتي لكبار القادة في التنظيم تتضح الرؤيا ، فمعظم الفاعلين في التنظيم خريجي سجن "بوكا" الأمريكي في العراق، مثل شاكر وهيب الفهداوي ، المُلقب بأبي مُصعب الزرقاوي الجديد، والمصالح الأمريكية لا تستهدف في حملاتها المعامل العسكرية – المُختصة بتصنيع الأسلحة – الخاصة بالتنظيمات الإسلامية ، مثل معامل جماعة المُثنى الإسلامية، في المقابل نرى القلق الإسرائيلي من أنصار بيت المقدس، حيث وردتْ التقارير عن إطلاق قمر صناعي صغير – يُرى بالعين المجردة- على شكل منطاد ، يُحلق بالقرب من منطقة العريش، وأشار موقع "ديبكا" الإسرائيلي بأن المنطاد بغرض الحرب الإلكترونية (التجسس)، وليس له أي مهام اعتراضية أو هجومية أو دفاعية.
إنَّ السيناريو المُقبل هو استخباري بامتياز ، والحرب هي إعلامية معلوماتية لخلق كانتونات آمنة للمصالح الأمريكية ، تمهيداً لنظرية الحدود المرنة التي نادى بها جنرالات الحرب.
ثلاثة حروب فقط أخذتْ فيها الولايات المُتحدة رأي الكونجرس ، أو بالأحرى استشار فيها الرئيس الكونجرس، تجاوز المرجع هذا يعني أنَّ القاعدة هي الأمن القومي الأمريكي، ولا دخل للسياسة في السيادة الأمريكية وفي تقرير مصير السياسة الخارجية الأمريكية المبنية على المصالح المُتبادة، والشاذ في صنع القرار العسكري أو الحربي في الولايات المتحدة هو أخذ رأي الكونجرس.
ما الذي يعنيه اعلان أوباما بأنه سيقوم بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا (في منتصف سنة 2014) وتحريك الأسطول السادس فوراً ، وإنشاء غرف العمليات في دول "الوكالة" – قطر والسعودية والأردن – وبالرجوع إلى رأي الكونجرس في توجيه تلك الضربة !! صحيح أنَّ الكونجرس يُناقش دعم الدول الحليفة – منها الأردن – عسكريا ومادياً – على الملأ وأمام الإعلام ، بَيدَ أنَّ الرجوع إلى الكونجرس على الرغم من الرئيس يمتلكُ حقاً دستورياً يعني أكثر من مناورة سياسية أو توجيه رأي عام.
فور إعلان نبأ الضربة الأمريكية قامتْ الجماعات الإسلامية المسلحة في كل من اليمن والسودان والعراق وليبيا وسيناء بالتوجه إلى سوريا، ومنذ هذه اللحظة بالذات، وعند تخوم هذا الحدث ظهرتْ داعش كقوة جهادية مُنظمة، إذن العملية استخبارية بكل ما تحمله الكلمة منْ معانٍ.
وصلتْ الولايات المُتحدة في السنوات القليلة الماضية إلى القدرة العملياتية الشاملة (FULL OPERATION CAPACITY) في منطقة الشرق الأوسط ، وهذا يعني تطويرها لمنظومة من البنية الحيوية التحتية تُتيح لها التوغل لوجستياً وخلق مناطق آمنة لمصالحها، والتحول من بيئة التحول إلى إستراتجية الاستباق.
إنَّ بناء تلك القدرة العملياتية الشاملة foc)) يعني تطويرها لجيل جديد من الفرق الفنية وغرف العلميات المُختصة بالحروب الإلكترونية وأجهزة الاستشعار وأنظمة الإنذار المُبكر ، يُوازي ذلك تطور العمل الإستخباري عبر وكالة المخابرات الأمريكية وأذرعها – من شركات ومؤسسات ومنظمات – بهدف الوصول إلى التكيف التكتيكي مع أيّ طارئ.
تُمثل جماعة "داعش" مثالاً ناصعاً للخطط الأمريكية على المستوى الإستراتيجي والعملياتي والتكتيكي معاً، وفي قراءة السيرة الذاتي لكبار القادة في التنظيم تتضح الرؤيا ، فمعظم الفاعلين في التنظيم خريجي سجن "بوكا" الأمريكي في العراق، مثل شاكر وهيب الفهداوي ، المُلقب بأبي مُصعب الزرقاوي الجديد، والمصالح الأمريكية لا تستهدف في حملاتها المعامل العسكرية – المُختصة بتصنيع الأسلحة – الخاصة بالتنظيمات الإسلامية ، مثل معامل جماعة المُثنى الإسلامية، في المقابل نرى القلق الإسرائيلي من أنصار بيت المقدس، حيث وردتْ التقارير عن إطلاق قمر صناعي صغير – يُرى بالعين المجردة- على شكل منطاد ، يُحلق بالقرب من منطقة العريش، وأشار موقع "ديبكا" الإسرائيلي بأن المنطاد بغرض الحرب الإلكترونية (التجسس)، وليس له أي مهام اعتراضية أو هجومية أو دفاعية.
إنَّ السيناريو المُقبل هو استخباري بامتياز ، والحرب هي إعلامية معلوماتية لخلق كانتونات آمنة للمصالح الأمريكية ، تمهيداً لنظرية الحدود المرنة التي نادى بها جنرالات الحرب.