حالة انجماد في بورصة عمان


أخبار البلد - سامر الرجوب

لم تعد حركة الأسهم في بورصة عمان تعكس معلومات السوق وما عاد السوق يتأثر فعليا بالبيانات المالية للشركات أوإعلان الأرباح أو حتى الخسائر أو التوزيعات فيها كما لم يعد السوق يتأثر بسياسات البنك المركزي حول أسعار الفوائد وساد انخفاض مستوى الأسعار على جميع اسهم القطاعات المختلفة حتى طال أخيرا قطاع البنوك  واصبح المحرك الوحيد للبورصة هو الشعور العام للمستثمرين حول بعض مؤشرات الاقتصاد المحلية والعالمية والتقلبات السياسية المحيطة .
لقد شهدت بورصة عمان نزولاً حاداً في أسعار أسهمها حتى بات سعر الكثير منها دون قيمة الدينار الواحد أو القيمة الإسمية للسهم أي أنها وصلت للقاع السعري لها وما عاد « لجرح بميٍت إيلام « .

ويتساءل الكثيرون حول فرص عودة السوق المالي ­في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المحيطة ­ للتحسن من جديد والتي نشأ عنها تردد المستثمرين للدخول لشراء الأسهم وتردد الآخرين للخروج منه بانتظار فرصة تحسن أدائه ليخرجوا منه باقل الخسائر .
يبدو أن بيانات الأرباح والآداء لم تعد هي المؤشر الذي ينتظره المستثمرون لتوقيت عمليات بيع أو شراء الأسهم ولم تعد مؤشرات أداء الشركات تحرك أسعار الأسهم فيها وأستدل على ذلك أسعار اسهم قطاع البنوك والتي انخفضت في معظمها رغم إعلانها تحقيق أرباح مرتفعة كما أن ترقب المستثمرين أثر سلبا على حجم التداول ليصل الى أدني مستوياته فما عاد هناك ذلك النشاط الملحوظ في عدد العقود المبرمة وحجمها .

لماذا لم تتحسن أسعار اسهم البنوك رغم تحقيق البنوك أرباحا عالية ولماذا لم تتنشط المتاجرة بأسهمها ؟ يبدو أن الجواب يفرض نفسه مرة أخرى متمثلا في مخاوف المستثمرين وما نجم عنه من ضعف في السيولة وتاثر حركة السوق بالجو العام للمنطقة والذي أدى الى توجه رؤوس الأموال نحو الودائع وتجارة العقار والتجارة الإستهلاكية والعقارية حتى وصل السوق الى حالة الانجماد بانتظار الفرج.

عندما يسود الخوف على العقل نتوقع حدوث نتائج غير منطقية وسلوكيات عشوائية للمستثمرين تجعل معها توقع حركة السوق صعبة المنال.