عامل الوطن ليس «سبة»

يمكننا وصف الجدل الدائر حول لباس عامل الوطن بغير الاخلاقي. فقد تناسى المتحاورون ان ثمة إنسانا يقبع وراء اللباس كان عليهم احترامه وعدم الاساءة اليه.
كوميديا بالية سوداء تلك التي سمحت لهذا الطرف او لذاك ان يرفض ارتداء عامل الوطن للون معين بحجة انه اساءة على قاعدة الوصمة التافهة وغير المقبولة.
باعتقادي ان امانة عمان اخطأت في الاصل حين قررت تغيير لون ملابس عمال الوطن تحت حجة انها تذكّر بموقف نفسي عاشه الاردنيون.
هذه حجة لا قيمة لها وآنية، كان الاصل ان نتريث تجاهها وان نمتنع عن تسليع عامل الوطن كأنه واجهة محل او حائط في حي شعبي نغير مزاجنا منه كيفما اتفق.
تخيلوا معي لو ان ناديا رياضيا كان يرتدي اللباس البرتقالي فهل سيفكر بتبديل لونه وهل ستطرح الفكرة اصلا ام ان عمال الوطن «حيطهم واطي» وتقديرهم الاجتماعي مختلف.
لم اسمع ان احدا في اليابان تحدث عن موقف من اللون البرتقالي وهنا يظهر الفارق بين المزاودة والعلمية في اتخاذ المواقف.
من هنا ادعو معالي امين عمان الاستاذ عقل بلتاجي الى التراجع الفوري عن قصة تغيير لون اللباس لعمال الوطن واعتبار المسألة لاغية وألا يتردد في الامر، فالوطنية لها ابواب اخرى اهم وادق.