عادي، و الله بدها كاسة شاي بنعنع
عادي، و الله بدها كاسة شاي بنعنع !!!
بقلم: شفيق الدويك
قال لي: " أحسست بأنني مثل الجسم الغريب داخل المؤسسة منذ أن تم تعييني، و عقدت العزم أن أعمل بنية المتوكل على الله، لأن أبو نية غلب أبو نيتين.
و كنت أسعد في كل الحالات التي أمر بها، فإذا كان زميلي أعلم مني باركت له علمه، و إذا كنت أعلم من زميلي، فرحت بتلك الهبة.
يُصدمُ المرء في البدايات و ما بعد البدايات، لأنه يكتشف بأنه يعمل ضمن مؤسستين. المؤسسة الرسمية و المؤسسة غير الرسمية أي الشللية، و يتعب الذي لا ينضم الى المؤسسة غير الرسمية ، و التي في الغالب تتشكّل على أسس المصالح المشتركة، النميمة، و المكيدة، و الكذب، و النفاق، و المقالب و الحفر الذي يقوم به شياطين الأرض لا إنسهم، و لن يتمكن من التقدم لأن هناك من يشدّوه الى أسفل أي وضعه في العتمة الأليمة.
يعتقد معظم الناس الذين يتابعون المؤسسات من الخارج بأن معظم الذين قد حالفهم الحظ و أصبحوا ضمن طبقة الإدارة العليا هم في الغالب ممن ينتمون الى فئة المبدعين و المنتمين و المخلصين و الإستثنائيين، و أما الذين يراوحون أماكنهم فهم لا يتمتعون بالخبرة و الذكاء و الديناميكية المطلوبة للترقي، و في هذا غبن و سوء تقييم و تقدير.
النتيجة ليست واحدة بالطبع، لأن هناك فريق يعتقد بأن المستقبل الحقيقي يكمن في خشية الله و حفظ ماء الوجه و الكبرياء، و هناك فريق آخر يعتقد بأن المستقبل الحقيقي يكمن في الوصول الى أعلى درجات السلم الوظيفي مهما كان ثمن ذلك و الذي يدفعه، أي الثمن، في الغالب الفريق الأول ".
قلت: " عادي، و الله بدها كاسة شاي بنعنع " !!!